حافظ وهبة (1889 – 1967م) دبلوماسي مصري، حصل لاحقًا على الجنسية السعودية، كان هو وفؤاد حمزة أول سفيرين للسعودية، الأول في فرنسا والأخير في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى ذلك، كانا من بين المستشارين الذين وظفهم الملك عبد العزيز لتحسين عملية صنع القرار في الدولة الناشئة، كان يعمل في الكويت، استدعاه الملك عبد العزيز لهذه المهام الدبلوماسية المذكورة، وتأسيس التعليم في المملكة، وكتب عن مشاركته ورحلته تلك التي استمرت حوالي 30 سنة، ومنها هذا الكتاب بالعنوان المذكور، الذي يقول فيه ما خلاصته:
وَصَلنَا بريدُ الحجاز – من قناصل وسفراء الدول – ونحن في طريقنا إلى مكة، فأمرنا السلطان عبد العزيز، أن نتقدم موكبه إلى مكة لمعرفة أحوال أهلها، والتفاهم معهم لإزالة سوء الأثر الذي تركته حملة الطائف عليها، وكانت أكداس من أوراق دار الإمارة وشؤونها الإدارية مهملة في فِنَائها، وسجلات الحكومة الهاشمية والثورة العربية، جعلتها في كتاب عن سنة 1915- 1934م، وذلك احتراماً للأجيال القادمة من الشباب.
جزيرة العرب: متنوعة التضاريس بين الصحاري والهضاب والسهول، والمرتفعات، والوديان، أشهرها وادي حنيفة المتجه من جبل طويق إلى جهة (الخليج الفارسي) ! والمناطق الداخلية الخصبة، 1- جبل شمر، 2- القصيم، (عنيزة + بريدة) 3- نجد: وهي أكبر المناطق الخصبة في المنطقة (عشرة آلاف ميل)، والحياة في الجزيرة صعبة، وتقصر الأجل، عدا بعض المناطق الخصبة والمطري.
السكان: سبعة ملايين لكل الجزيرة، اثنان ونصف وسط الجزيرة، وثلاثة ملايين على الساحل الحجازي ومليون ونصف في الجنوب (عمان وحضرموت)،
الحضر: أهل حايل أقرب للبداوة، ومكة والمدينة واليمن العالية أبعد عنها، وأهل القصيم ألين عريكة، لكثرة أسفارهم، وموظفي ديوان الملك للمقابلات منهم، وأهل الرياض أرق طباعاً، وأهل القصيم يتفاخرون بالسماحة والعلم، وأهل العارض بالشجاعة والبأس، ويتفاخر البحرينيون بالكرم على الكويتيين، وأهل نجد يتفاخرون على الجميع، وأهل القصيم والزلفى تجار بين الهند والشام ومصر والعراق، والكويت تجار بحرية وسفن، وحياة البدو خشنة، وفيها شعور بسوء الظن بالآخرين، على المرعى والماء، وإذا شحت الأمطار والمياه يهاجر أو يغزو لأخذ ما في أيدي الآخرين، وبعضهم اشتهر بالكرم والترفع، وبعضهم اشتهر بالتعصب والشرور وسفك الدماء طمعاً، وعمل الملك (عبد العزيز) على استتباب الأمن بينهم، اعتمد الأمراء في حروبهم على الحضر، لصبرهم فيها، وعلى بلوائها، بينما كان اعتمادهم على البدو شراً كامناً عليهم حسب الظروف، يبدؤون بالنهب والسلب في حال الهزائم، حتى من حلفائهم، لأن حياة البادية تقوم على القوة وليس على اللطف والحق، والبدوي يحتقر الحضري مهما أكرمه، والبدوي كثير السؤال والاستفسار، لكنهم يحترمون أهل العلم، ويأنفون من الحلف الكاذب، وصادقون عادلون في قسمتهم، وهم ماهرون في اقتفاء الأثر، يؤكدون على أهمية النسب والأنساب خاصة الحكام الأشراف، والبدوي لا يهاب حاكماً ولا محكوماً، وآل سعود يرون أنفسهم أرفع من الأشراف، وأرفع من حكام العرب قاطبة.
الجو: يتفاوت حسب الموقع والطقس والارتفاع، سكان الحجاز مليون ونصف، يعملون بالزراعة والتجارة، وخدمة الحجاج، والمدينة محاطة بالمزارع من جهاتها الأربع، عدا الغربية، وفيها كثير من قبور الصحابة وآل البيت، وأئمة الحديث والفقه، وكان عليها قباب ومباني هدمتها الحكومة في فتح الحجاز سنة 1926م، فأثار هذا العمل المتعصبين للقبور، وعرض كثير من أمراء وجمعيات الهند الإسلامية ترميمها وإعادتها، لكن الحكومة رفضت ذلك.
مسجد الرسول: بني على عهد النبي صلى الله عليه وسلم 70x 60 ذراعاً، وزاد فيه الخلفاء كثيراً، وخاصة السلطان عبد المجيد الثاني العثماني، 1265هـ ، وكان في المسجد النبوي والمسجد الحرام هدايا ثمينة تقدر بالملايين، نقل كثير منها إلى الأستانة.
المسجد الحرام: وبئر زمزم ومقام إبراهيم، ومسعى سارة أم إسماعيل، كل ذلك مفصل في كتب مخصوصة.
آثار مكة كثيرة: من بيوت: مولد النبي، وبيت خديجة، وبيت أبي بكر، وغيرها، لكن الإخوان (الوهابية) هدموا هذه الآثار، وهدموا القباب والقبور، سدا للزريعة، وأزالوا كل أثرها، وأزيلت كل الآثار التاريخية التي كان يتبرك بها الحجاج، وقد اعتنى السابقون من الأمراء والملوك بمكة والمدينة ومساجدهما، لكن الآن ليست في مستوى جمال مساجد الآستانة والقاهرة والهند.
الرقيق في مكة: كانت أكبر سوق لبيع وشراء العبيد في جزيرة العرب، العبد بستين جنيهاً والجارية بمائة وعشرين جنيهاً، وأخلصهم في الخدمة الأحباش، وقد أمرت الدولة العثمانية بمنع الرقيق، وكذلك طالبت بمنعه الحكومة البريطانية، وبعض الأوربيين يشتري منها عبيداً للخدمة كذلك.
منع غير المسلمين من دخول الحجاز: لأحاديث وردت في ذلك، واختلفت الفتاوى عند الأئمة بين الدخول والاستيطان، فأبيح الأول ومنع الثاني.
الطائف وعسير: ترتفع خمسة آلاف قدم عن سطح البحر، يسكنها خمسة آلاف نسمة، زراعتها من الفواكه مشهورة. ويسكنها حوالي مليون ونصف، شافعيو المذهب وبعضهم حنابلة سلفيون، ومدنها: 1- بيشة، 2- تربة، 3- أبها، 4- محايل، 5- خميس مشيط، 6- أبو عريش، 7- صبيا، 8- القنفدة، 9- جيزان، 10- ميدي.
كانت عسير متصرفية تابعة لليمن أثناء الحكم التركي، ويتنازعها الأشراف والإدريسي وإمام اليمن والجميع كانوا يعترفون بسلطة الحكومة التركية، وكان أحمد الإدريسي المغربي واعظاً ومرشداً مقيماً في مكة إلى وفاته سنة 1837م، وكان على اتصال ومصاهرة مع العائلة السنوسية المنتشرة في السودان ومصر، وحفيده محمد علي الإدريسي ولد في صبيا، 1876م وتلقى تعليمه في الأزهر، والكفرة السنوسية، وحاول مد نفوذه وطرد الأتراك من عسير وأبها، أثناء الحرب العالمية ففشل، بسبب مقاومة الملك حسين.
دخلت جيوش عبد العزيز آل سعود مكة ظافرة سنة 1924م، وبعدها طلب الأدارسة حماية عبد العزيز آل سعود وثم ضمها إلى المملكة السعودية عام 1930م.
نجد: القسم الأكبر من الجزيرة العربية، بطول 800 ميل، وعرض 220 ميل، وأهم عامل لحياتهم فيها نزول المطر، وتعاستهم في حال تأخره أو نضوبه، وسكانها مليون نسمة، وعشائرها: آل مرَّة، وبنو خالد، والعِجْمَان، وقحطان، وسبيع، ومطير، وشمر، وعتيبة، وحرب، وعنزة، وبني تميم، والدواسر في (حايل والقصيم والجنوب) وأكثرهم تحضراً أهل عنيزة في القصيم.
إيالات نجد: (العارض)، وأهلها يتصفون بالشجاعة والحماسة الدينية، وهم عدة آل سعود وجندهم عند الملمات، من بلدانها: الرياض، والدرعية، والعمارية، والعيينة، وصلبوخ، والجبيلة، وحريملة، والروضة.
والرياض: مستقر حكم وقصور آل سعود، وآل الشيخ خلفاء محمد بن عبد الوهاب، وكان سكانها 25 ألف نسمة.
• الدرعية: عاصمة آل سعود الأولى، هدمها الجيش المصري بقيادة طوسون بأمر من السلطان العثماني، لخروجهم على حكمه، سنة 1818م، وبنيت من جديد مقابلها تبعد عن الرياض 12 ميلا، سكانها 1500 نسمة، ويتبعها عدة قرى أخرى، منها العيينة، (وفيها قبور كثير من الصحابة أيام حرب المرتدين)
• وادي الدواسر: ويتبعها قرى وواحات عدة، وكذلك بلدان الوادي، والوشم، والزلفى.
• القصيم: وبها كثير من القرى المأهولة بالسكان، وبها أكثر من سبعين ألف نسمة، وهم منفتحين على العالم الخارجي، وأهلها أذكياء ولطفاء وتجار ومتعلمين، وبها مدارس فقه ولغة، وبها 50 قرية، وفيها (بريدة وعنيزة) وبريدة فيها 350 حانوت، وستة مساجد.
• الإحساء: ومن مدنها القطيف، والهفوف، والكوت، (مقر الإمارة) والحامية التركية، سكان الهفوف 30 ألف نسمة، ثلاثة أرباع سنة، وربع شيعة، فيهم فرس، وسكان الإحساء حوالي (250 ألف) نسمة، وأول من عمر الإحساء (أبو طاهر القرمطي) وأغلب سكان القطيف شيعة، وصفهم ابن بطوطة بأنهم رافضة غلاة، سنة 632هـ، وميناء العقير للجمارك والتجار، بدون سكان، كانت مقراً للاجتماعت السياسية بين عبد العزيز آل سعود، والسير برسي كوكس المندوب البريطاني.
• الدمام: هاجر إليها الدواسر من البحرين سنة 1921م، وكان حاكم الإحساء (الأمير عبد الله بن جلوي) ابن عم الملك عبد العزيز، وهو الذي قتل حاكم الرياض فوطد حكم آل سعود بداية.
• الكويت: طولها 180 ميلاً وعرضها 25 ميلاً، سكانها 37 ألف نسمة، واشتهرت بصيد اللؤلؤ، وصيد الأسماك، ويتبعها عدد من الجزر البحرية، بني فيها مستشفى من محسني الأمريكان، ومؤسسة تبشيرية، ومستوصف إنجليزي خيري، وكانت الكويت مع الفرس قبل ثلاثمائة سنة، استولت عليها القبائل العربية منهم، وسكنوها، كما استولت في سنة 1776م فارس على البصرة، واستردها الأتراك منهم، وكان حاكم الكويت الشيخ جابر الصباح إلى وفاته سنة 1276هـ، وأصبح للشيخ مبارك الصباح علاقة وطيدة مع بريطانيا، سنة 1899م، وضج منه الناس حين جاهر بالمعصية في رمضان، وغزا كل من آل الرشيد، ومبارك الصباح الطرف الآخر، والاستيلاء على آلاف الجمال، من بعضهم، وفي سنة 1903م زارها اللورد البريطاني كيرزون، وعين مندوباً بريطانيا ليها، وفي عهد الشيخ سالم بن مبارك سنة 1919م غزا الوهابيون الكويت.
• البحرين: حارة جداً، سكانها (69 ألف) سنة، و (52 ألف) من الشيعة، وهم جميعاً متأثرين بالعادات الفارسية والهندية، وهي مركز تجاري هام في المنطقة، واحتلها البرتغاليون مع القطيف، فترة من الزمن، عاصمتها المنامة، ومع أن خليج فارس كان عربياً من جميع الوجوه في القرن 16-17، لكن تنازع حكامه أضعفهم جميعاً، واحتلها النجديون سنة 1810م، واكتفى مندوبهم باستلام الجزية منهم، وانسحب عبد الله بن سعود منها ومن الخليج بعد غارة إبراهيم باشا، (من مصر)، وأصبح لبريطانيا نفوذها فيها، بعد اتفاقيات بين الطرفين.
• الأخلاق والعوائد: الكرم واحترام الضيف من أهم مفاخر العرب في الجاهلية والإسلام، حتى لو كان في عنقه دم للمضيف، لكن أكثر هذه القواعد كاد يقضى عليها الآن بعدما استتب الأمر للملك عبد العزيز آل سعود، لأن حكم الشرع يقدم على الأعراف، وأصبح ضيوف الملك عبد العزيز نحو عشرة آلاف في مدينة الرياض، ولا يقلوا عن 500 كل يوم، واصبح الملك ابن سعود يستخدم الأجراس الكهربائية في قصره للنداء على نادل القهوة، ويقدم بعد القهوة مغلي الزعفران، أو مغلي الليمون، أو القرفة، أو الحليب المحلى، وتقبيل أنف أو كتف المكرم، واستنكر الوهابية النجديون تقبيل اليد، عند أهل الحجاز، ثم تساهلوا فيها، بعد سنوات، وقبلوا يد الملك.
• المرأة في بلاد العرب: في الحضر لا تظهر على الناس ومقرها البيت والحجاب الكثيف، وفي البادية تشارك الرجال حتى في الحروب، وحجابها خفيف، وحدد الملك عبد العزيز المهر بمائة ريال، والغني يقدم ما يشاء، وأمراء العرب وشيوخ البادية كثيرو الزواج، سريعو الطلاق.
• الطب في بلاد العرب: كان الناس يستعملون إرشادات الطب القديم وأدويته العشبية وغيرها، لكن جاء الطب الحديث على أيدي الأمريكان والإنجليز، كما أن الطب النبوي معروف لدى المسلمين.
• العلوم والمعرف في جزيرة العرب: كانت الأمية ضاربة الجذور في بلاد العرب في العصور المتأخرة، إلا من بعض المدارس من معلمين، يعملون على محو الأمية ليس أكثر من ذلك، وحينما أراد ملك آل سعود وضع مناهج في مدارس حديثة تعلم الرسم واللغة الأجنبية والجغرافيا جاء اعتراض كبير من مشايخ العلم، بحجة انكارهم لكروية الأرض.
• علماء الدين في جزيرة العرب: في عهد آل سعود أصبح النجديون منهم أكثر علماً من المناطق الأخرى، لكنهم يحرمون التصوير، ودروس المنطق والفلسفة، مع أنهم لا يعرفون شيئاً منها، ولا من علوم البيان والاشتقاق أو أسرار البلاغة، ولا يحيطون بالتاريخ الإسلامي، إلا اعتماداً على الطبري وابن الأثير، وكان جل تركيزهم على المعتقدات السلفية كما كانت في القديم، وكان السائد لدى أمراء الكويت أن العلم صنعة الفقراء ولا تتفق مع الأمارة، ولما رأى جابر أمير الكويت أحد أولاده يحضر مجالس العلم وصفه باختلال العقل، ولهذا نفر بعدها هذا من مجالس العلم واستبدلها بمجالس اللهو والخلاعة والطرب، فسر والده من فعله، ولهذا تجد صغار أبناء الشيوخ مولعون بتربية الكلاب، وكبارهم بالقنص والبطالة، ومع ذلك بعض الأمراء أرسل أولاده إلى بيروت والإسكندرية للتعلم في الكلية الأمريكية، وكلية فكتوريا.
• الصناعات في بلاد العرب: كانت محتقرة، ويفضل العربي رعاية الإبل والغنم والخدمة وراء الحمير، أو صيد اللؤلؤ، على البيع والشراء والصناعة، أو فتح متجر، لأنها من مهن العبيد والأقل نسباً.
• الحكومات العربية: قصتي مع الشيخ مبارك حاكم الكويت توضح المسألة العربية برمتها: أنكرت للشيخ جابر ما يأخذه أخوه الشيخ مبارك من الضرائب الباهظة من الناس، ومنها: (ضريبة بيع بيت ثلث ثمنه للحكومة) فقال جابر: " كلامك كلام مطاوعة (أهل الدين) فما الفرق بين الباعة والأمير إذاً؟!، إن الرعية مثل الغنم كلما طال صوفها جذذناه، فقلت له: لكن الغنم تحتاج من يعتني بها، وإن مقصكم يصيب الجلد، فقال جابر: الحكم يجب أن تكون يده مطلقة في مال الرعية وأرواحهم، لأنها إن استغنت ربما أفلتت من يده، فأجبته بأحاديث: " كلكم راع ومسؤول..." فقال: لا فائدة من المناقشة، نحن لا نفهم الحكم إلا ما قلت لك، وكلام أهل الدين سمعناه كثيراً في الخطب، ولسنا بحاجة إلى المزيد".
• قصة ثانية: حدثت بعد 19 سنة 1932م زارني شيخ بدوي سألني عن أوروبا وأحوالها، وهل يحكمهم شيخ مثل ابن سعود، يجزل العطاء لوفوده، فقلت: لا، إنه يأخذ راتباً مثل باقي موظفيه ورعيته، في المملكة البريطانية، بمراقبة وزير المالية ومجلس الأمة، وأنه لا يملك كما سألني خزائن الذهب والمجوهرات، وهذا موجود في سائر ملوك الغرب وأوروبا، وسألني هل يقتل الملك الناس؟، فأجبته: لا، لأن المحكمة هي التي تصدر الأحكام على الناس، وبدونها الملك لا يستطيع قتل أحد، لأنه لا خصومة بينه وبين الناس، وهذا ديدن الحكومات العربية كافة، في الكويت، والبحرين، ونجد، وقطر، وعمان، والعدل حسب شخصية الحاكم، وحكمه مطلق في سائر السلطات، ويرجع فيه إلى سلطة الشرع، سوى ما يسوده النفوذ التركي، وكانت الموارد المالية: من الزكاة، ومكوس على الحجاج، وخمس الجهاد.
• السياسة الخارجية: لم يكن لأمراء العرب الخليجيين اهتمام بالسياسة الخارجية لبلادهم، بسبب ارتباطهم بمعاهدات مع بريطانيا تمنعهم من الاتصال بأي دولة إلا بإخطار وموافقة بريطانيا، ثم هم لا يدركون أهمية تحديد سياستهم الخارجية، تبعاً لما ذكرناه عن علاقتهم ببريطانيا، حتى أن أحدهم توجس من مجرد فتح قنصلية في القطيف، فاعتبر ذلك احتلالاً للبلد، فهم لا يميزون بين الاحتلال وفتح القنصليات.
• أشراف مكة: لما استولى الفاطميون على مصر، استقل الأشراف بمكة من سنة 358 – 598هـ (240سنة) ثم حكمها منهم أجداد الشريف حسين إلى تاريخ 1344هـ، وأحدهم قتل أخاه وطبخه وأطعمه لإخوانه الآخرين، وبعضهم كان ينهب الحجاج، ويقتلهم، إلى أن رحِّل آخرهم "علي بن غالب إلى جدة، سنة 1256هـ على يد آل سعود، وكان الشريف سرور أشهرهم قوة وعدلاً واستقامة، وآخرهم " الشريف حسين" الذي عينه الأتراك، لنبل أخلاقه في البداية، لكنه ثار عليهم وساند الإنجليز في إسقاط خلافة آل عثمان، لصالح الكماليين والعلمانيين والأوربيين، لأن الإنجليز وعدوه بتتويجه ملكاً على العرب، ثم أخلفوا وعودهم ونفوه فمات في قبرص.
• العرب والترك: بسط الأتراك نفوذهم على المنطقة العربية كافة في القرن العاشر الهجري، لكن آخر عهدهم تحولوا إلى العلمانية فاساؤا إلى العرب، فتشكلت أحزاب وجمعيات عسكرية ومدنية للثورة والتحرر من الأتراك: الجمعية القحطانية 1909م، وجمعية العهد 1913م، وحزب اللامركزية في مصر وفروعها العربية 1912م، (ومن عناصر تأسيسها رشيد رضا) ودعواتها وطنية قومية، في ظل الإبقاء على الاتحاد مع الأتراك.
• المؤتمر العربي بباريس: دعا المثقفون إلى مناقشة مطالب العرب وحقوقهم في دولة الخلافة، فأرسل الاتحاديون مندوباً حاور هؤلاء على حلول كثير من مطالبهم.
• الثورة العربية: بدأت برسائل بين الإنجليز والشريف حسين لتشجيعه على تعجيل الثورة ضد الأتراك قبيل الحرب العالمية، 1- الكتاب الأول: أرسله (السير آرثر مكماهون) نائب الملك البريطاني، سنة 1915م، تقطر بعبارات تبجيل مغالية في تفخيم نسب الشريف حسين ووعده بملك العرب. 2- الكتاب الثاني: يبدأ بالبسملة، وتبجيل شريف مكة ونسبه المحمدي النبوي، ومناقشة حدود دولته ومملكته الموعود بها، وطرد الأتراك منها وتحرير العرب من الاحتلال التركي، وبقلم (السير آرثر مكماهون) سنة 1915م. 3- الكتاب الثالث: على غرار ما سبقه، مع الوعد بمعونات راسية في ميناء (بورتسودان) سينفذها محافظها حسب رغبتكم وتسهيلاتكم، حذراً من الجنود الأتراك وبارجاتهم العسكرية، وعميلهم ابن الرشيد الذي زودهم بعدد كبير من الجمال، إذا أمكن تحريض الأعراب على غزوها وسلبها، لئلا تصل الأتراك، وهذا لمصلحتنا المشتركة، كتبه المخلص (مكماهون) سنة 1916م. 4- الكتاب الرابع: يستثني دخول حلب ومرسين في عهدها مع الشريف حسين، لأنها من نصيب حليفتهم فرنسا، ويذكره بأنه مكماهون أرسل عشرين ألف جنيه إليه مع مرساله إليهم عربون صداقة.
• مؤتمرات الصلح: تعمل بريطانيا على تقوية نفوذها في المنطقة، بكل الوسائل الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ولم يف الإنجليز بوعودهم، بسبب المعاهدات السرية (سايكس بيكو) و (بلفور لليهود)، وأرسل الشريف حسين ابنه فيصل إلى المؤتمر بباريس، بعد فشل كل محاولات فيصل ابن الحسين، رجع إلى سوريا وأعلن الملكية في دمشق، من خلال اجتماع أهلها وأحزابها على رفض الاحتلال لسوريا وفلسطين، وإعلان الاستقلال التام، وتعيين الأمير فيصل ملكاً دستوريا على سوريا، والعراقيون صنعوا الشيء ذاته بإعلان استقلال العراق برئاسة الأمير عبد الله شقيق الملك فيصل، فأنذر القائد الفرنسي غورو الحكومة السورية بالانتداب ومقاومة المتمردين، وطرد فيصل من الشام، لكنه عين من قبل بريطانيا أميراً على العراق لحسن تصرفه.
• أثر الثورة العربية في الحرب العامة: عبر عنها وزير الحصار البريطاني (اللورد سسل) بقوله: " إن جيش الشريف حسين والثورة العربية حيدت 40 ألف جندي تركي، مزودين بكامل عتادهم، بينما جيش الثورة لا يملك شيئاً سوى ما غنموه، وزودناهم به ضد الأتراك، كما ان حليفنا ابن سعود حليف متين، لكن أمير حائل لا زال ولاؤه للأتراك، كما أن الشريف حسين أرسل (الشيخ عباس مالكي) إلى الحبشة بطلب منا، فأحبط استجابة تلك المنطقة للأتراك، وأرسل الشيخ (سليمان أزهر) إلى تركستان للغرض ذاته، ومؤنة الجيش العربي وذخيرته وسلاحه منا نحن الإنجليز، ولقد سلمنا 125 ألف جنيه لسمو الأمير فيصل وأخوانه، وازداد المبلغ شهرياً إلى 145ألف جنيه، ثم وصل إلى 200ألف جنيه فيما بعد، وفي وثيقة بريطانية أن المبلغ كان عن فترة سنة 1918- 1919 حوالي 2475000 جنيه، وهناك قائمة مدونة بالمؤن التي زود بها الحجاز والمنطقة، من جميع المواد الغذائية، فضلاً عن تزويدهم بضباط فنيين من الإنجليز والفرنسيين".
• المعاهدة البريطانية مع الملك حسين: كانت تشترط عليه الموافقة على احتلال العراق وفلسطين.
• المسألة الفلسطينية: رفض الأتراك أن يقيم اليهودي المهاجر (السائح) في فلسطين أكثر من ثلاثة أشهر، منذ تاريخ 1900م، واستطاع اليهود أن يحصلوا على موافقة الحلفاء (بريطانيا وفرنسا) لتكوين كيان يهودي وطني لهم في فلسطين.
• العرب واليهود: لما رفض ملك الحجاز الشريف حسين مشروع الصهيونية في فلسطين، حرض الإنجليز عليه ابن السعود فتغلب وقضى عليه في الحجاز.
• الملك حسين وجيرانه: حاول الملك حسين وأولاده الأمراء أن يجعلوا من فكرة ملك العرب ومملكة العرب في الجزيرة العربية أمراً ممكناً إذا اقتنعت به بريطانيا وفرنسا، لكن هيهات هيهات أن يقبل الإنجليز بهذا، لأن غرضهم تفتيت المنطقة وليس توحيدها، فباءت هذه المساعي بالفشل المؤكد.
• ابن سعود والملك حسين:
• النزاع بين الأشراف وآل سعود يرجع أساسه إلى تبني آل سعود حركة محمد بن عبد الوهاب التي تحارب البدع والقبور على زعمهم، وقد حاول آل سعود والنجديون إرسال بعض أتباعهم لمناقشة علماء الحجاز، فوافقوهم في أشياء، وخالفوهم في غيرها، ولم يتم الاقتناع بينهم، بصواب الدعوة الوهابية، وكانت المراسلات مع هدايا في بعض الأحيان، لأن كل فريق يكيد ويخطط للقضاء على الآخر، والدين والوهابية ليست سوى غطاء لطلب المصالح والزعامة والملك، ولما حاول الأتراك استرضاء أمير نجد (ابن سعود) بتوليته إمارة مكة رفض، لأن ولاءه وطاعته محصورة بالإنجليز فقط، وفي سنة 1916م أعلن الشريف حسين الثورة العربية على الأتراك، لكن غالبية القبائل دخلت في دعوة ابن عبد الوهاب، وقضي على جيش الشريف حسين المعد للقضاء على آل سعود والدعوة الوهابية، في منطقة تربة، وأصبح الطريق مفتوحاً لآل سعود تجاه الحجاز ومكة والطائف؛ لولا التحذير البريطاني الذي أوقفه عند حده، كما منعه من العدوان على منطقة ابن الرشيد كذلك، وتوسطت بريطانيا بين الفريقين لتيسير أداء الحج عام 1922م، وأصبحت بريطانيا الوسيط في أذونات الحج للنجديين، وإقرار السلام بين الفريقين كذلك، وعقدت بريطانيا مؤتمراً في الكويت لهذا الغرض.
• سياسة الملك حسين الداخلية: لم ترق لمستوى الدول الأخرى الإسلامية ولا غير الإسلامية، وحاولت بريطانيا المساعدة دون جدوى، لأن إدارة الحجاز كانت بطريقة متخلفة، مع انعدام الأمن، بسبب تضييق القبائل على الحجاج، في إتاوات المرور إلى الحج والشعائر، وبعض الحجاج رجعوا إلى بلادهم بسبب هذه الإتاوات والفوضى، والحرب بين الشريف حسين وآل سعود لسبعة عشر عاماً، (1915- 1930م).
• آل سعود: من عنزة فخذ المساليخ قرب حمص، قدم ربيعة بن مانع من (الدرعية) قرب القطيف، سنة 850هـ إلى ابن درع قرب الرياض من نفس العشيرة، فأعطاه قرية المليبيد، ثم ولد له موسى، وبعده إبراهيم، جد مقرن، وسعود جد عائلة السعود، وفي سنة 1150هـ التقى محمد بن عبد الوهاب بمحمد بن سعود، فتعاهدا على تطهير الجزيرة العربية من البدع والخرافات، لنشر كلمة التوحيد، ودخلوا في (حروب دينية دامية، كان النصر فيها لجيوش التوحيد ودعاة الإصلاح)، وأصابتهم هزائم كبيرة سنة
(1178هـ/ 1765م) أمام أهل الإحساء وعشائر العجمان، في موقعة (الحاير) بين الخرج والرياض، ووقع الصلح بينهما، وتوفي بعد سنة (1766م) الإمام محمد بن سعود، المؤسس الأول، وتولى ابنه عبد العزيز من بعده، ففتح الإحساء سنة 1208هـ، وقضى على جيش الشريف غالب حاكم الحجاز سنة 1212هـ، ودخل مكة ابن سعود 1218هـ، واغتال أحد أعداء ابن سعود الإمام عبد العزيز انتقاماً لما أصابهم من غزوته على كربلاء وهدم قبة الحسين، ومصادرته أموال جماعته.
سعود بن عبد العزيز: بويع له سنة 1218هـ مع أن ابن عبد الوهاب كان قد بايعه في عهد أبيه 1202هـ لأنه كان هو القائد الحربي لجيوش أبيه قبل وفاته، حكم من (1218- 1229هـ) فتح فيها الحجاز كله، وفتح ضواحي دمشق وبادية العراق، وإلى رأس الخيمة وزبيد في اليمن، لكن أخطاؤه الإدارية والسياسية أوقعته في مشاكل مع الأتراك والمصريين، وأخذ الثقافة الدينية عن جده لأمه محمد بن عبد الوهاب، وكان غضوباً يستعمل العصا يهوي بها على من يخدعه ثم يندم، وكانت موائده عامرة بالطعام مهما كان عدد الزوار، ولو بالمئات، وكان لديه ألفي فرس، وبعضها يأخذه عقاب على مخالفات أصحابها كغرامة، وكان لكل ولد حرس خيالة 100- 150 خيال (فارس) وكان مشهوراً بالقسوة على المجرمين، " سمعت مراراً من جلالة الملك أنه حبس مرة بعض شيوخ مُطَير، فجاء بعض كبارهم للاستشفاع لهم وأنس منهم روح الاعتزاز، فأمر بقطع رؤوس المسجونين، وأحضر رؤوسهم على مائدة قدمت لبني عمهم، الذين جاءوا للاستشفاع فيهم، ثم أمرهم بالأكل من المائدة!! وقد قص هذه الحكاية جلالة الملك عبد العزيز على بعض شيوخ مطير الذين جاءوا للاستشفاع في فيصل الدويش، وكانت عقوبته حلق لحية المجرم والطواف به في الطرق، والعربي كان يفضل الموت على حلق اللحية.
فتح الحجاز:
فتحها سعود في عهد والده سنة 1218هـ واستردها الشريف غالب، لكن تم الاستيلاء على الحجاز 1220هـ وأبقي الشريف غالب أميراً على مكة، على أن ينفذ التعاليم الوهابية فيها وفي جدة، فهدمت القبور، وأجبر الناس على صلاة الجماعة، وقرأت رسائل ابن عبد الوهاب على الناس، وخضع الجميع لأحكام الحركة الوهابية، مسايرة لقوة الفاتحين".
الخلاف مع المصريين والأتراك: يقول ابن بشر في حوادث سنة 1221هـ أن سعوداً حشد جيشاً منع فيه دخول حجاج الشام واستنبول إلى المدينة فرجعوا وأخرج العساكر الأتراك من المدينة كذلك، وذكر المؤرخ الجبرتي انقطاع الحج الشامي والمصري سنة 1223هـ بسبب بدع المحمل والطبل والزمر، وقيل منع حج حليق اللحية، في حين كان كما أخبر عنه الملك منتقداً له " أنه كان يتهادى ويتقرب من شاه إيران" حتى كره أفعاله تلك أهل الحجاز، لما تضرروه من انقطاع حجهم، واشتكوا احتلاله للحجاز إلى السلطان العثماني، ومحمد علي باشا في مصر، فأمر السلطان حاكم مصر بالقضاء على الوهابية وآل سعود، فجاءت حملة عسكرية مصرية فاستردت الحجاز كله سنة 1228هـ، وتوفي سعود بالدرعية بالحمى سنة 1229هـ فاستلم ولده عبد الله فأضاع أملاك والده، وسقطت الدرعية والدولة السعودية بسوء إدارة عبد الله بن سعود.
رأي علماء نجد: (في القصيم): أن آل الشيخ (الوهابي) ومعاداتهم لسائر الناس هو السبب في تدمير الدرعية وإلحاق الضرر بنجد.
الدولة السعودية الثانية: استردها مشاري بن سعود سنة 1235هـ، ثم بدأت صراعات متعددة للسيطرة على الرياض ونجد، بين آل سعود أنفسهم، وبينهم وبين غيرهم من الطامعين بالسيادة والمنصب، إلى أن انتصر فيصل بن تركي على خصومه عليها (1259- 1281هـ) ونشطت الدعوة النجدية من جديد في أيامه، واعترف فيصل بسيادة الأتراك الأسمية عليه، مع ارتباط مع المقيم البريطاني بصداقة سياسية، وخضوع أمير البحرين يدفع له 4آلاف ريال، وسلطان مسقط يدفع 6آلاف ريال، وأمير رأس الخيمة 12ألف ريال.
وفاة الإمام فيصل: وسقوط دولة آل سعود الثانية على يد آل الرشيد، والخصومات العائلية لآل سعود، واستمر هذا إلى سنة 1901م، بالإضافة إلى صراع بين ابن الرشيد ومبارك الصباح، قتل فيها خلق كثير من أهل الكويت.
عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود: (الدولة السعودية الثالثة):
حين سقطت دولة آل سعود الثانية بيد آل الرشيد والصراعات على حكم الرياض، لجأ الأمير عبد الرحمن بن فيصل آل سعود إلى الكويت بصحبة ولده (عبد العزيز) وعمره 12 سنة، ولما بلغ الثامنة عشرة قرر أن يقوم بالغزو لاسترداد الرياض من آل الرشيد، لاستعادة ملك آبائه وأجداده، بصحبة أربعين موالٍ لهم، فتسوروا أسوار الرياض، ودخلوا بيت زوجة حاكم الرياض، وهددوها بالسكوت أو الموت، ولما خرج حاكم الرياض (عجلان) من قلعته، بادروه بالرصاص فقتل، وأعلنت الرياض من جديد إمارة لآل سعود، وبدأ باستعادة ولاء وطاعة القبائل المجاورة حتى أصبحت إمارة جديدة ثالثة لآل سعود سنة 1906م، ولم يستطع الأتراك مساندة آل الرشيد في هذه المنطقة، وفي عام 1913م انتزع من الأتراك وآل الرشيد حكم الإحساء، وسانده في ذلك الإنجليز، وقامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م، وقويت صلته بالبريطانيين بمعاهدات حماية وتعاون.
ابن سعود وجيرانه: في الكويت: حدث سوء تفاهم عولج بالسياسة والتغاضي، وبدأ الصراع مع اشراف الحجاز من جديد، فأشرفت بريطانيا على حل الخلافات بينهم، ورسم الحدود، بإشراف "السير كوكس" صديق ابن سعود، ولهذا عقد مؤتمر بين الفرقاء لهذا الغرض، في الكويت، لكن الأخوان (الوهابية) لم ينصاعوا لمقررات هذه المؤتمرات، فكانوا يهاجموا العراق والأردن والكويت والحجاز، وكان ابن سعود يغض الطرف أحياناً عن أعمالهم، طالما أنها تضعف خصومه.
غزوة الحجاز والمؤتمر الإسلامي: لم يكن في خلد ابن سعود احتلال الحجاز، لكن فشل الشريف حسين في إدارة بلدي الحرمين، عزز موقف ابن سعود في العالم الإسلامي ولدى بريطانيا، لكن الأخيرة ما كانت لتأذن له باحتلال الحجاز حتى تتوفر الظروف المواتية لضعف المنطقة والأتراك والأشراف معاً، لذلك أمروه بالتريث، مع إلحاح الأخوان (الوهابية) وقبائلهم لهذا التحرك لتطهير الحجاز من البدع والشركيات، وليغنموا أموال الحرمين وما يدره الحجاج على أهل مكة والمدينة، وعملت دعاية في الهند والبلاد الإسلامية لهذه الأغراض النبيلة، نشر التوحيد الخالص في بلدي الحرمين المقدسين، وحق المسلمين كافة في أن ينعموا بحج خالص مقبول بعيد عن الخرافات والشركيات والبدع، ولم تصمد قوات الشريف أمام الأخوان، وكما تدين تدان، حينما سلط الشريف حسين قواته على الأتراك بالنهب والسلب، سلط الله عليه الأخوان فعلوا به ما فعل بالأتراك، واستمر الصراع على جدة سنة كاملة بين الطرفين، فعرض 1925م قنصل السوفييت، ووكيل قنصل إيران، ووكيل قنصل هولاندا، وساطتهم للصلح لكن ابن سعود رفض بعد أن حقق نصره على الأشراف، وادعى " أنه تعاهد مع العالم الإسلامي وبلدانه لتكون الحجاز للمسلمين كافة" وأرسلت مصر شيخ الأزهر (المراغي) وكان هناك اقتراحات منها:
1- يحكم الحجاز الحجازيون، وللعالم الإسلامي فيها كافة حقوقه.
2- إجراء استفتاء لاختيار حاكم الحجاز، بإشراف مندوبي العالم الإسلامي.
3- الشريعة دستور للبلاد الحجازية.
4- يشرف مندوبي العالم الإسلامي على وضع نظم كاملة حيادية للحجاز.
5- وافق ابن سعود على هذه البنود.
6- اعترض ممثل إيران على وساطة مصر، واستفسر عن محاولة هدم القبة النبوية بالقنابل، وتأكد من حسن معاملة الإيرانيين في الحجاز، وأن الذي يسيء إلى نظرة الناس في هذه الحرب خشونة وتشدد الأخوان (الوهابية) ولولا تشددهم لكان ابن سعود رحمة للجميع، ودعا ابن سعود بمنشور في هذه الظروف ختمه بالقول: " وأما مستقبل البلاد فلا بد من مؤتمر يشترك المسلمون جميعاً فيه لينظروا في مستقبل الحجاز ومصالحه".
العدول عن المؤتمر: بعد أسبوعين من الوعد به، 1926م، مع إعلان الحجاز مبايعة ابن سعود ملكاً عليها، وعلى نجد، والصحافة الإسلامية استاءت من نكثه بوعوده الأولى، وكثرت التساؤلات عن الوعود بتحسين خدمة الحجاج والحرمين، لكن لا جواب لدي، ووجدت الملك لا يحبذ المؤتمر، وناقش قنصل إيران مسألة هدم القباب والأضرحة، ولما علم الملك برغبة ممثلي الدول الإسلامية في حضور المؤتمر أقره وحدد تاريخه 20 ذي القعدة 1344هـ ، وفشل المؤتمر بسبب إصرار النجديين على تشددهم ونيتهم هدم كل القباب والقبور والآثار الإسلامية التي يرون أنها تتعارض مع التوحيد، بالإضافة إلى إصرار هؤلاء والملك بعدم مناقشة مواضيع سياسية دولية تتعلق بالبلاد الإسلامية الأخرى، لأنها لا تريد المساس بعلاقاتها مع الدول الأجنبية.
حياة الملك عبد العزيز الشخصية: الكرم والاستيقاظ المبكر قبل الفجر، وقراءة القرآن وبعض الكتب، والاستماع لشكاوى الوافدين عليه، كما أنه يعطي ويشتري ولاء الناس، لكنه شديد الخصومة إذا غضب من أحد، لأن " الغاية تبرر الوسيلة"، وكان معجباً بالإنجليز وسياستهم، يقلد في تعامله مع الجميع (معاوية ابن أبي سفيان)، وكان متساهلاً في كل شيء إلا أن تمس سيادته وسيطرته الشخصية الملكية.
أعمال الملك الإصلاحية: كثيرة ومنها استخدام السيارات، والتلغراف، وكان يظن بهما أنها من أعمال السحر والشيطان، لكن أقنع الأخوان بعدها بأن هذه علم وصناعة ليس إلا، وحصل بذلك الأمن والتحضر.
الأخوان: (الوهابية):
إذا ذكر الأخوان (الوهابية) على حدود العراق أو شرقي الأردن أو الكويت، استولى الرعب على قلوب السكان، لأنهم كانوا رسل الذعر والهلع في بلاد العرب، وهم سكان البادية والخيام، تحول كثير منهم إلى سكنى بيوت طينية - متواضعة – سميت هجرة، - يسكنها المستعدون للقتال في صفوف الأخوان الوهابية - وأسبق الهجر (الأرطاوية) سنة 1330هـ /1911م سكانها من مقاتلي قبيلة حرب+ ومطير، وهجرة (الغطغط) من مقاتلي قبيلة العتيبة، وأخريات من قبيلة دخنة، وشمر/ وبلغ عددها 60 هجرة، (معسكر)، واعتبروا هجرهم كالهجرة إلى المدينة المنورة في عهد الصحابة، وسموها انتقال من الجاهلية إلى الإسلام، واعتبروا لبس العمامة سنة، وأن العقال بدعة، واعتبروا من لا يصنع صنيعهم في الانتقال إلى الهجر لتعلم الإسلام وتطبيقه، فهو ليس من أهل الإسلام، ولا يردون عليه السلام، ولا يأكلون ذبيحته، وظنوا الظنون في الناس جميعاً بما فيهم ملكهم ابن سعود، والمشايخ المداهنون له، وأن أهل الحضر ضالون، وأن غزوهم واجب، بأمر من الله والشرع، وأن موالاة الملك للإنجليز كفر، وتطويل الثوب والشارب ولبس العقال من قبله بدعة، وكل ذلك بسبب جهلهم الكبير بالعلم والدين، وكان البدوي لا هم له إلا النهب والسلب وقطع الطرق، وهو من مفاخرهم، ومن شيمهم النفاق، وأصبحوا بعد أن لقنوا هذه الأفكار لا يهابون الموت، ولا يعرفون الرحمة، فهم رسل الموت أينما رحلوا، وظهرت قوتهم في حرب الكويت، وفي إبادة جيش الشريف عبد الله في تربة، سنة 1919م، وكذلك في حروبهم في العراق والأردن، مع هذه الشدة كانوا لا يستمعون لنصح من ينصحهم بالرأفة واللين، وكانت لهم أفعال غاية في السذاجة والقسوة، لكن الملك كان يغض الطرف عنها، وطبقوا هذه الشدة يوم فتحوا مكة، ولم يستمعوا لأوامر أحد، حتى أنهم كانوا يقطعوا أسلاك الهاتف على أنها منكر يجب إزالته، ولمسايرتهم أوقف بعض محطات التلغراف، وهدم بعض المساجد المقامة على القبور، ولما ذكرت أفعالهم للملك قال: "هؤلاء أولادي وواجبي احتمالهم، ونصحهم".
أول مؤتمر للأخوان
في عيد الفطر 1343هـ زرتُ الشريف خالد ابن لؤي وكان عنده فيصل الدويش وبعض جماعته (الأخوان) وخطب موعظة أكد فيها أن السيف لإعلاء كلمة الله، وحرب البدع، وبعد سنة عقد مؤتمراً من هؤلاء الأخوان في الأرطاوية حضره أخوان قبيلة مطير، وعتيبة، والعجمان، لمناقشة الملك فيما اعتبروه مخالفات شرعية وهي:
1- إرسال ولده سعود إلى مصر بلد الشرك.
2- إرسال ولده فيصل إلى لندن.
3- استخدام السيارات والتلغراف والتلفونات.
4- الضرائب المحصلة في الحجاز ونجد.
5- سماحه لعشائر العراق والأردن الرعي في أراضي المسلمين.
6- الاحتجاج على منع المتاجرة مع الكويت، لأن الكفار يحاربوا، وإذا اعتبروا مسلمين فلم المقاطعة؟
7- النظر في شيعة الإحساء والقطيف لإجبارهم على الدخول في الإسلام السني.
أمر الملك بعقد مؤتمر في الرياض 25رجب 1345هـ (1927م) وقدم نفسه على أنه يسهر على مصالح العرب والإسلام والمسلمين، ووقع الحضور من زعماء القبائل بأسمائهم على البيان المتفق عليه، في حل جميع المشكلات المعترض عليها، وأفتى كبار شيوخ المجتمعين بهدم مسجدين فيهما قبور، وإبطال الضرائب، وإخضاع الشيعة الرافضة لقبول الإسلام والتوحيد، ومنعهم من التمسح بالقبور والمزارات، وأن الجهاد على الحدود والدول الأخرى فهو بأمر الإمام، والمكوس (الضرائب) حرام، لكن لا يخرج عن طاعة الإمام من أجلها! ومنعت المحامل القادمة في الحج من مصر، أما مهاجمة مخافر الحدود البريطانية في العراق فلا يؤذن به لأحد، لأنه في سبيل مناقشته مع البريطانيين، ولم يوافق فيصل الدويش، وابن حثلين وابن بجاد على هذه القرارات، واعتبروا ابن سعود طالب ملك، وموالٍ للكفار، وعملوا على الإغارة على حدود الكويت والعراق، ونهب القوافل بما فيها النجدية، وتجهز كلا الفريقين للقتال، ابن سعود والمتمردين من الأخوان، لكن انتصر الملك عليهم، وجرح فيصل دويش، وهزموا في قتالهم.
الدويش يطلب الصلح:
لجأ فيصل الدويش والمنهزمون إلى العراق وسلموا أنفسهم للإنجليز، الذين سلموهم بعد مفاوضات للملك، مقيدين مسجونين، وسلم فيصل دويش إلى الملك برعاية رئيس قناصل الخليج البريطاني (الكولونيل بيسكو) وقنصل الكويت البريطاني (الكولونيل ديكسون). واعترف فيصل دويش بأغلاطه وسوء فعلته.
الدعوة الإصلاحية في نجد
التعرف على سيرة ابن تيمية (661- 728هـ) توضح سيرة محمد ابن عبد الوهاب، لأنه قدوته في الإصلاح الديني الذي اشتهرا به، منهج ابن تيمية: 1- الرجوع للكتاب والسنة، 2- محاربة البدع والمنكرات، 3- ترك الغلو في الرسول، 4- فتح باب الاجتهاد وترك التقليد.
نقم على ابن تيمية الصوفية، وفقهاء السلاطين، ولهذا اعتقل وسجن وحوكم عدة مرات، وكان فيه شبه مع المصلح البروتستانتي " مارتن لوثر" الذي جاء بعده بقرنين، حيث اعترض على البابا اختصاصه بتفسير الإنجيل، وشنع ابن تيمية على الصوفية والتصوف، فنجح "مارتن لوثر" في القرن 15م لمؤازرة الحكام له ولأنصاره، وفشل ابن تيمية لعدم لينه السياسي، لكن محمد ابن عبد الوهاب كان له فضل نشر مذهب ابن تيمية ودعوته إلى التوحيد، بتأييد الأمير محمد بن سعود في القرن 12هـ،
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ولد سنة 1115هـ /1703م بعد أن تعلم على يد والده، رحل إلى البصرة، وإلى فارس، وتعلم بها الحكمة المشرقية، وصنع البنادق والذخيرة وفنون الحرب، (كتاب: لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب)، ودرس كتب ابن تيمية وابن القيم وابن كثير.
نجد في أيامها الأولى: كانت كباقي الأمصار الإسلامية في القرن الثاني عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي مرتعاً للبدع والخرافات، خاصة في الأرياف والبادية، وحاول بعض زعماء القبائل والأمراء طرد ابن عبد الوهاب وقتله، فالتقى بمحمد بن سعود، وتعاهدا على المناصرة، ونشر الدعوة ولو بالسيف، وهي تشبه الحروب التي كانت بين الكاثوليك والبروتستانت في الغرب لمدة 60 عاماً، ولما مات الأمير محمد بن سعود 1765م، خلفه ابنه عبد العزيز، وفي سنة 1791م مات محمد بن عبد الوهاب، لكن انتشرت دعوته في سائر الجزيرة سنة 1805م في ظل سلطة آل سعود وحكمهم، مما أغضب السلطان العثماني، فأمر بالقضاء عليها، ولم يكن ابن عبد الوهاب نبياً كما زعم (نِيْبَهَر الدانمركي)، لكنه مصلح ديني على مذهب ابن تيمية وأحمد ابن حنبل، وكان يرى أن أكثر المسلمين في العقائد والمعاملات لا يطبقون الإسلام، وخصوصاً في:
1- التوحيد: لأن معنى لا إله إلا الله، أن لا معبود أو متوسل به إلا يناقض التوحيد، ويجعل صاحبه مشركاً يهدر دمه، ويستباح ماله.
2- الشفاعة مقصورة على يوم القيامة للنبي ومن أذن الله له بها، والنداء بيا رسول الله أو أغثني فإنه من الشرك.
3- القبور: والاستغاثة بأصحابها، ورفعها وتزيينها فحرام، ولهذا هدموها في مكة والمدينة حينما استولوا عليها، عام (1925-1926م).
4- إعلان الحرب على قراءة سيرة المولد كقربة شرعية، وكذلك الزيادات على الأذان المشروع.
5- منع المحمل المصري والشامي، ومظاهر الاحتفال بالقدوم إلى الحج والعمرة.
6- الجهاد: لكل من يمانع في قبول دعوته وغزوه وحربه واستحلال دمه وماله.
7- اغتنام ما يقع تحت أيديهم من أموال المسلمين الذين تفتح بلادهم بالحرب، على أنهم كفار مشركين.
8 - كانوا في بداية حكومتهم أكثر صرامة في منع التدخين، والمحرمات، والتصوير، والموسيقى.
المعاهدات والوثائق:
أولاً - المعاهدة الإنجليزية مع ابن سعود: سنة 1915م، برعاية الكولونيل برسي كوكس، المعتمد الإنجليزي لسواحل خليج العجم، تعترف بريطانيا بابن سعود حاكماً للمناطق التي تضم نجد والإحساء، والقطيف وجبيل، له ولأولاده.
1- أي دولة تعتدي على أملاك ابن سعود، فإن بريطانيا تقف إلى جانبه وتحمي منافعه في المنطقة.
2- يتعهد ابن سعود أن لا يعقد أي اتفاق مع أي دولة، أو إعطاء امتياز لها قبل أن يرجع إلى الحكومة البريطانية.
3- يتعهد ابن سعود باحترام ارض الكويت والبحرين وقطر وعمان وسواحلها.
ثانياً- معاهدة بريطانيا مع الإدريسي: سنة 1915م، برعاية "جنرال شو " المعتمد البريطاني في عدن، الغرض من المعاهدة حصار وقتال الأتراك.
ثالثاً- معاهدة سايكس بيكو سنة 1916م، بين الحكومة الفرنسية، والحكومة البريطانية ونصها:
1- استعداد كل من فرنسا وبريطانيا الاعتراف بحكومات عربية مستقلة او متحدة، على أن يكون حسب الخرائط المرفقة في المنطقة المشار إليها ب (ِA ) أولوية الحق لفرنسا بتقديم المستشارين والموظفين، وفي المنطقة ( B ) أولوية لبريطانيا في مثل ذلك.
2- يسمح لبريطانيا في المنطقة الحمراء، ولفرنسا في المنطقة الخضراء، إنشاء إدارات حكومية مباشرة أو غير مباشرة، لإدارة المنطقة.
3- أن تكون بضائع بريطانيا لها حرية العبور وكذلك لبضائع فرنسا حرية العبور في الموانئ المشار إليها في الإسكندرية وغيرها.
رابعاً- كتاب من أمير نجد إلى الشريف حسين: سنة 1328هـ، تبجيل واعتراف بالفضل، وسلام وإرسال هدايا وبيان سمع وطاعة، باسم وتوقيع خادم الدولة والملة والوطن، أمير نجد ورئيس عشائرها (عبد العزيز السعود).
خامساً- من أمير نجد إلى الشريف حسين: اعتذار عن سوء مقالات أهل السوء فيه وفي أهل نجد، وأنه سامع مطيع للشريف حسين.
سادساً- مشروع الوحدة العربية كما يفهمها الملك حسين: تقسيم المنطقة بينه وبين ابن سعود على أن يكون هو المركز، الذي يرجع إليه، وعن طريقه تخابر الدول الخارجية، والمناطق تنتخب أمراءها، أو تلتحق بابن سعود حسب ما يكون الاستفتاء عليه، وهذا يكون كالدستور للبلاد.
سابعاً- صورة بلاغ من المعتمد البريطاني بجدة: سنة 1918م عما أشاعه الأتراك من تقسيم البلدان العربية: تشكر فيه الحكومة البريطانية الشريف حسين على ما أخبره به ولداه الأمير فيصل في سوريا، والأمير عبد الله عن برقيات القائد التركي التحريضية ضد العلاقة العربية البريطانية، لتحرر العرب من سطوة الأتراك، وهذا له دلالته في عمق العلاقة العربية البريطانية بين حكومة الحجاز، والحكومة البريطانية، وأن الأتراك دساسين يرغبون في شقاق هذه العلاقة بيننا، ونحن نقف معكم في جهادكم للتحرر من الأتراك، مع خالص تحياتنا. نائب المعتمد البريطاني بجدة: الكولونيل باست.
ثامناً- شرح الملك حسين الشريف أغراضه من الثورة العربية، وان بريطانيا والحلفاء إذا أرادوا التملص من واجباتهم تجاه إقامة كيان العرب المستقل، فسأكون في موقف لا أحسد عليه أمام أخواني وشعبي العربي، وهذا له وقع الخيانة لقضيتهم في هذه الحال، ويكون انسحابي أولى من الاستمرار في خداعهم ( سنة 1918م).
تاسعاً- الإعانة الإنجليزية: سنة 1337هـ،
صاحب السيادة العظمى جلالة ملك الحجاز وشريف مكة وأميرها المعظم صاحب الجلالة.
بيان ما سينقص من الإعانة التي تقدمها بريطانيا للشريف حسين وأولاده، وهي حوالي 100 ألف جنيه، عن شهر إبريل، وسينقص منها عشرين في شهر مارس، .................................... مخلصكم ولسن باشا.
عاشراً- بيان الاعتراض على طلب الشريف حسين الاستقالة من منصبه، ومن الاستمرار في العمل مع بريطانيا، بسبب الميزانية، أو الوعود الهباء لدول الحلفاء للعرب. ............................. مخلصكم ولسن باشا.
حاد عشر- مذكرة المستر لويد جورج (رئيس الوزارة البريطانية) عن الاحتلال المؤقت لسورية، وفلسطين، والعراق، ريثما يبرم أمر الانتداب.
صورة كتاب المسيو برتلو إلى سمو الأمير فيصل، باريس سنة 1919م، وموضوعه شكر المذكور على الحوار والمصارحة فيما يتعلق بتنظيم اللجنة العسكرية الفرنسية العربية، وموافقة فرنسا بعدم وضع جنود منها في بعلبك. برتلو.
مراسلات بين الأمير فيصل والساسة الفرنسيين، من أجل منطقة صغيرة هي بعلبك، بحيث تكون خالية من أي جنود أجانب أو عرب، والاكتفاء بالشرطة المحلية لضبط الأمن. .......... فيصل.
مشروع المعاهدة الهاشمية – الإنجليزية: مكونة من 21ماداة تؤسس لبناء علاقة ود وتفاهم مستقلة لكلا طرفي الاتفاق الهاشمي والبريطاني، سنة 1921م ، (كان الشريف حسين يحلم بالاستقلال) الموهوم.
العلاقات النجدية الحجازية: سنة 1923م
مراسلات توسط مسؤولون بريطانيون بين الحكومة الهاشمية والحكومة النجدية من أجل تيسير حج حجاج نجد، لأداء الشعائر المقدسة، وتوثيق عرى الأخوة العربية. القنصل البريطاني.