تبين (ديبورا بوتر: (ولدت: 1958م): صحفية أمريكية دافعت عن الإسلام بقوة، وقالت: ” أن الإسلام جاء بعصر التنوير الحقيقي في المجالات الحياتية المختلفة، لقد جاء الإسلام بعصر التنوير الحقيقي في المجالات العلمية والثقافية والفنية، بصورة لم يسبق لها مثيل في عظمتها إلى يوم الناس هذا.. فبين عام 700 و1400 بعد الميلاد، وفي الوقت الذي كانت فيه أوروبا تغط في سبات عميق في عصور الظلام؛ المسماة بالعصور الوسطى، كان العلماء المسلمون قد توصلوا إلى المنهج التجريبي في البحث، الذي حلّ محل المنهج المنطقي العقيم؛ الذي كان سائدًا عند الإغريق قبل ذلك.. لقد أنتجت هذه الحقبة من الزمان للدنيا رجالاً عظماء.. ساهموا مساهمة عظيمة في تشييد صرح الحضارة الإنسانية، وكانوا يستلهمون هديهم من القرآن الكريم في جميع نشاطاتهم.
د. (لورافيشيا فاغليري) (1893-1989م) الإيطالية:
أستاذة في جامعة نابولي قالت في كتابها ( دفاع عن الإسلام): ما أعظمه من دين!
” حاول أقوى أعداء الإسلام وقد أعماهم الحقد، أن يرموا نبي الله ببعض التهم المفتراة، لقد نسوا أن محمداً – صلى الله عليه وسلـم- كان قبل أن يستهل رسالته موضع الإجلال العظيم من مواطنيه، بسبب أمانته وطهارة حياته، ومن العجب أن هؤلاء لا يجشمون أنفسهم عناء التساؤل: كيف جاز أن يقوى محمد، على تهديد الكاذبين والمرائين في بعض آيات القرآن اللاسعة بنار الجحيم الأبدية، لو كان هو قبل ذلك كذلك، كيف نجح إذا لم يكن مؤمناً إيماناً عميقاً بصدق رسالته، وكيف جاز أن يؤمن بها هذا العدد من المسلمين النبلاء والأذكياء، وأن يؤازروه ويدخلوا في دينه.”
يقول (رينيه جينيو: (1886-1951م)) أو – عبد الواحد يحيى – كما سمى نفسه بعد إسلامه:
” لقد أردت أن أستعصم بنص إلهي مقدس، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ فلم أجد – بعد الدراسة الطويلة العميقة المضنية – سوى القرآن الكريم، فهو الكتاب الوحيد الذي أقنعني، وأمَّن على ما جاء في قلبي، ورسول الإسلام هو الرسول الذي أحببته، وسعدت بالسير تحت لوائه، وغمرتني أقواله وأفعاله بالسعادة النفسية والسكينة الروحية، ولولاه صلى الله عليه وسلـم، لغرقت الإنسانية في بحار المادية والإلحاد، والانحلال الخلقي والدمار الروحي”، ثم يقول عن الثقافة الإسلامية وأثرها في الغرب: ” لقد كانت الثقافة والعلوم الإنسانية منبع نور وهداية، ولولا علماء الإسلام وفلاسفتهم، لظل الغربيون يتخبطون في دياجير الجهل والظلام”.
واليوم ينتشر عشرات ومئات الدعاة من هؤلاء المسلمين الجدد الغربيون، بعد أن اهتدوا إلى الإسلام، فيدعون إليه بني جلدتهم، وبلغة قومهم، بإخلاص منقطع النظير، فيدخل على أيديهم، العشرات والمئات من مواطنيهم، وينطقون بالشهادتين علناً في وضح النهار بعد محاضراتهم المتقنة، والمفعمة بالحماسة والأدلة المنطقية، والحجج العقلية، والبراهين القرآنية، فيسلم لهم مواطنوهم بكل كلمة يقولونها، لأنها إجابة على تساؤلاتهم التي تطرحها عليهم عقولهم، في التناقضات التي يعيشونها في دينهم المحرف، أو الحادهم المرهق لنفوسهم قبل عقولهم، وتكون الخاتمة المفرحة، والسعادة المبهرة حين إدراك حقائق الوجود، والوصول إلى معرفة الخالق العظيم، الذي لا يشاركه في عظمة أحد، فيحسوا بسعادة التعرف على وحدانية الله الفرد الأحد، الواحد الصمد، الذي لا يكافئه أحد، فيدخل في دين الله من الناس أفواجاً، تصديقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلـم: ” لا يبقى على ظهرِ الأرضِ بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ، إلَّا أُدخِل عليهم كلمةُ الإسلامِ، بعِزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليلٍ”. [صحيح ابن حبان]، وهذا ما يفسر حجم الهجمة الشرسة م الغرب وأعداء الإسلام على الإسلام والمسلمين، خوفاً من انتشاره وقوته وهيمنته على الأرض، ليقوم العدل والسلام ويمحق الظلم والطغيان، وهم متخوفون من تبدل أحوالهم، ووقف ظلمهم وفسادهم، واستكبارهم وعدوانهم، لكن الله غالب على أمره ولو كره الظالمون، ولو كره الفاسقون، ولو كره المشركون.