أمل فتاة سورية أمريكية تدافع عن الإسلام والحجاب بذكاء
أمل فتاة سورية أمريكية من أبوين سوري وأمريكية، قتل من أقاربها أكثر من عشرة أشخاص، من قبل مجرمي حكام سوريا الأسديين، وهي فتاة محجبة عاصرت أحداث 11 سبتمبر، وعانت كذلك من الاضطهاد الاجتماعي في أمريكا بسبب هذا الحدث الجلل، وكتبت كتابة مؤثرة لقضية سوء فهم البشر لبعضهم في عصرنا الذي كثرت فيه وسائل الإعلام والتواصل، الذي يسيطر عليه الدجالون والمهرجون كما قال لها أحد الرجال المنصفين الأمريكان، وبينت في قصتها ومحاضرتها أمام جمع غفير من الأمريكان من مختلف شرائح المجتمع، الكيفية التي يمكن للناس أن يتعارفوا بشكل واقعي حقيقي دون تزوير وأحكام مسبقة لا تمت للحقيقة بصلة، وذلك من خلال صاحب العلاقة الذي يرغب الحكم على شخص، بأن يتجرأ ويملك الشجاعة ليسأله عن اسمه، وبعدها يصبح هذا الاسم مدار افتتاح الحديث عن قصة صاحب الاسم، وتاريخه وسيرته وموطنه وأسرته واهتماماته، وما يحب وما يكره، وتخرج الإجابات من شفتي الراوي لقصة حياته، حتى تلامس الحقيقة بوضوح وصدق وأمانة، وليست قيل وقال عن طريق الصحف والقنوات والانترنت وغيره.
هذا الطرح من هذه الفتاة مع ما صدر منها من ضحكات وابتسامات ولغة جسد تمثيلية، كان له أثر كبير في تحريك مشاعر الحضور الذي كان يغلب عليه العنصر النسائي، أدى إلى تصفيق حار منهن أكثر من مرة، وأخبرتهم أن حجابها كان له الإيحاء بتسميتها برمزيات سلبية متعددة بسبب التفكير النمطي لدى المتأثرين بوسائل الإعلام الخادعة، منها: أن اسمها كان في مطعم ومقهى والدها (النادلة)، وفي الجامعة اسمها طالبة جامعية، وفي السفر مسافرة سائحة، ألقي الشعر في الدول التي أسافر إليها، سورية أمريكية متحجبة ناشطة مدافعة عن الحقوق المدنية، كاتبة مولودة في مدينة (كولورادو) الأمريكية، وفي المطار اسمي تفتيش عشوائي، وفي الشارع اسمي إرهابية، وفي الأخبار اسمي داعشية، جهادية، مشتبه بها، وفي حجابها ينظر إليها أنها مستعبدة مضطهدة، متطرفة، وأمي يقال لها: ارجعي إلى بلدك لأنها متحجبة، وهي أمريكية أصلية، من ولاية (أيوا) كما يقال: أن كل ذوي البشرة البيضاء عنصريين مدمنين، وأن كل شخص ذو بشرة سوداء هو عبد لقيط، وأن من يشبه أبي سوف يفجر طائرة، وأن من لديه بشرة مختلفة عنا هو مجرم مختل يجب الحذر منه، هذه التسميات دون سؤال أصحابها كيف ستكون حقيقية، فالمسافة بين شخصين لا يمكن تجاوزها دون سؤاله عن اسمه، وسماع قصته التي يروي فيها قصة حياته واهتماماته وأخلاقه وتاريخه وبلده وأفراحه ومخاوفه، وهكذا ينبغي أن نفعل لنتجاوز ما بيننا من مسافات، وإلا سنكون جميعنا إرهابيين ومخيفين، وبالتالي مجهولين لبعضنا، وفكرتها هذه مستقاة والله أعلم من قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) ۞ سورة الحجرات.