
الإعاقة الحقيقية إعاقة الروح والفكر
آية شيت العراقية: طفلة ولدت 1999م برجل جنف، أقصر من الرجل الثانية، ولاحظت الأم هذه العلة اليوم السادس لولادتها، وأخذتها إلى الطبيب، فشخصها خلع ولادة يختفي مع الأيام، ولم تستطع أن تخطو الخطوة الأولى ماشية، إلى السنة الثالثة، ولم تشعر الطفلة في المدرسة بمرضها، إلا بعد أن كانت المدرسات، يستبعدوها من السباقات الرياضية، وحين وصلت إلى الصف السادس بدأت حالتها تتدهور، حتى فقدت الإحساس بأصابع رجلها وقدمها بالكامل، فأخبرهم الطبيب، بان عمودها الفقري منحني جداً، قد تنشل شلل كامل، وقد تموت إذا لم تنقل إلى بلد خارج العراق للعلاج، فقرر الأب والأم نقلها إلى الهند، وهناك خمسة عيادات رفضت علاجها، بحجة أن العملية صعبة وخطرة، وقرروا الرجوع إلى العراق، وفي المساء اتصل أحد الأطباء بهم طالباً رؤيتها، وقرر إجراء العملية على مسؤولية أسرتها، لخطورتها الشديدة، وتحتاج أكثر من عشرين ساعة، فوافقت الفتاة بكل جرأة وطمأنينة قائلة، قال تعالى: ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)) الطور، وكانت هذه الكلمة على فمها لها فعل الشفاء السحري، في التوكل على الحي القيوم القادر على كل شيء، وقالت: وافقت على العملية دون تردد، لأن الله تعالى ألهمني في روحي، أنه هو الذي يشفي، وأن المرض لا يقهر إنسان، إنما يقهره انهزام روحه، وكنت أشعر بأن روحي قوية، وسأقف على قدمي، من أجل نفع كل من يحتاج للمساعدة، وأنا أستطيع مساعدته، وبعد ساعات طويلة من العملية فتحت عيني وحمدت الله أني لم أمت أثنائها، وأنا كنت مطمئنة من هذه الناحية ليقيني بأن الحياة بيد من وهبها، وليست بيد من يحياها، ولما رآني الممرض وأنا أستعد للعملية مبتسمة، قال: ” أول مرة في حياتي، أرى إنسان داخل على الموت، وهو مسرور مستأنس” وأخبرني الطبيب الجراح، أن وقوفي على قدمي قد يحتاج ستة أشهر، ولكن يقيني بالله شجعه على القول: ” أني بإمكاني السير بعد خمسة عشر يوماُ” وبالفعل وقفت على قدمي الخطوة الأولى بعد العملية خلال خمسة عشر يوماً، وهكذا عدت إلى الحياة من جديد، ودخلت امتحانات الثانوية ونجحت، وأملي دراسة طب جراحة الأعصاب، فرفض أساتذة الجامعة طلبي، بسبب إعاقتي، وأخيراً دخلت قسم العلاج بالأشعة والرنين، كوني كنت أخاف منه، لكن الله يسر الأمور، ونسيت أن أخبركم: ” أني قبل العملية، صليت استخارة بعيوني بسبب ضعفي الشديد، ودعوت الله بحرارة، واستجاب الله دعائي، ونجحت وشفيت، وأنا الآن أمامكم، أقول: ” الإعاقة إعاقة الروح وليست إعاقة البدن”، وقصتي درس وعبرة لكل إنسان، بأن من كان مع الله كان الله معه، والحمد لله رب العالمين.