التوراة والإنجيل يبشران بالنبي محمد

التوراة والإنجيل يبشران بالنبي محمد

إن الوقت الذي كانت تنطوي فيه كل جماعة على ما عندها من أفكار وعلوم ومعتقدات، وتنكر كل ما يخالفها وتعادي كل ما بعد عن دائرتها ومعارفها؛ هذا الوقت (والزمن) قد ولى، وأصبح لزاماً على كل إنسان متحضر ومثقف ومتعلم، أن يختار لنفسه من بين هذه التعاليم هنا وهناك، ما يراه أكثر صواباً وتحقيقاً لصلاحه وكماله.
وفي رأيي أن المرء المثقف لا يمكن أن يحظى بإيمان حقيقي؛ إلا بعد أن يعرف الحجج العقلية التي يدعم بها إيمانه، إذ ليس من الإيمان في شيء، مجرد التقليد والتصديق لما تقول به جمهرة الناس، والإذعان للتقاليد والتعاليم الموروثة بدون معرفة الدليل الذي يؤكد صحتها.
ذلك أن العقيدة لا تكون عقيدة، حتى تصدر عن علم واعتقاد، والإيمان لا يكون إيماناً حتى ينبع من القلب عن رضىً خالصٍ وطمأنينة صادقة، ولئن كان “كنفوسيوش” ـ حكيم الصين- قد قال قبل الميلاد بخمسمائة عام: ” إني لا أملك لك شيئاً إن كنت لا تستطيع أن تقول: هذا رأيي”.
فإن الضمير في عصر العقل خاصة، يجعل من هذه العبارات نهجاً مقدساً، وهكذا رأيناه يدفع كل حكمة العصر إلى دعم هذا الحق الجليل، وهذا ما حدا ب(مونتين) إلى أن يرفع صوته عالياً قائلاً: ” علينا أن نفحص كل شيءٍ، وأن لا نُدخِلَ إلى عقولنا شيئاً لمجرد أنه عرف مقرر”.
علينا أن لا نعتقد مبادئ أرسطو والرواقيين أو الأبيقوريين دون أن نفحصها ونختار منها، إن من يتبع الآخرين بغير هدى من تفكيره واقتناعه لا يتبع شيئاً، ولا يعثر على شيء، وإن الصدق والمنطق حق لكل إنسان، وليس ملكاً خاصاً لمن ينطق بها لأول مرة، وإنما هي لكل من يقدر عليهما،
إن النحل يمتص الشهد والعسل من هذه الزهرة ومن تلك، ثم تخرج من بطونها شرابها هي….وشهدها هي، ولن يسود سلام على الأرض قبل أن يتعلم البشر كيف يتسامحون بعضهم تجاه بعض في كل خلافاتهم السياسية والفلسفية والدينية؟! وعلى ضوء هذا المبدأ توصلت الكاتبة إلى وجوب الإيمان برسل الله جميعاً، وآخرهم خاتم الأنبياء والرسل محمداً صلى الله عليه وسلم.
والفيديو المرفق تطبيق عملي على ما دعت إليه الكاتبة، هدى الله قلب وعقل السيد الأرثوذكسي أرديلس صفوت وأسرته جميعاً، بعد رحلة طويلة من البحث والمقارنة بين القرآن والكتب المقدسة، ثبت الله إيمانه وهدى الله إخوانه آمين.

مشاركة :