بسم الله الرحمن الرحيم
تجمع علماء السودان في أمريكا
ليس جديداً القول بأن السودان كنز من كنوز الله في القارة السمراء، بما حباه الله من نعم وخيرات تعتبر فريدة في تنوعها، وكميتها، وتكاملها، فشمسها مهما اشتدت، لا تعدو أن تكون لطيفة في حرها، دافئة في لطفها، يتخلل انتشار أشعتها الهواء العليل، والنسيم البارد الملطف، وبحرها النيلين الأزرق والأبيض، يتدفق عبر السنين من أسفلها إلى أعلاها، ومن أدناها إلى أقصاها بمياهه العذبة، التي تروي عطش أهلها، والناس ظمأى في كثير من الدول الأخرى، وتسقي أنعامهم أبلاً وأبقاراً وأغناماً، فيسرحون على شطآنهما، لإنتاج لبناً سائغاً للشاربين، وتزرع على حوافهما مزارع الفواكه والخضروات من كل نوع وصنف، في سائر مواسم السنة، وأرض السودان كنز المعادن الثمينة، من الذهب والنحاس وغيرهما وبكميات وجودة منافسة عالمية، والصمغ العربي، وما أدراكم ما الصمغ العربي! الذي لولاه لما استطاعت أي شركة صيدلة وأدوية في العالم، وكذلك مصانع الأغذية والمشروبات، أن تسوق منتجاتها، من دونه، وبكميات تفوق 80% من انتاج العالم للصمغ.
وإنسان السودان في طيبة معدنه، وشهامة منبته، وكرم نفسه، وصبره وجلده، يستطيع أن يقوم بالمعجزات في الحب الإنساني، ولطف المعشر، والعزة والكرامة، ولهذا فإن جميع مؤهلات النهضة الحضارية الصناعية والزراعية والتجارية والعلمية، متوفرة في هذا الشعب، لو حزم أمره، وتخلى عن القناعة التي تبقيه في القاع، على رغم كل هذه المؤهلات، ليعيد ميزان حسن استثمار خيرات بلده، وجودة العلاقات الاجتماعية بين مكوناته، وإعادة منهجية إدارة التعليم في مدارسه وجامعاته، بما يفسح المجال واسعاً للمحافظة على هذه الثروات وحسن استثمارها، ليكون هذا الشعب هو المستفيد الأول من هذه الثروات، قبل غيره من الغرباء عنه والمعادين له، الذين يتوجسون من نهضته القادمة بأذن الله، وهذا ما دفع مؤتمراً لتجمع علماء السودان في أمريكا، الذين يعملون في مؤسساتها، ويدرسون في جامعاتها، إلى التنادي لإقامة تجمعهم ومؤتمرهم، لربط انجازاتهم في بلاد الاغتراب، بالوطن الأم وجامعات السودان، ليستفيد من إبداعاتهم وخدماتهم واكتشافاتهم التي يستفيد منها أعداء السودان قبل الوطن، وذلك بسبب تضييع الفرص المواتية لنهضة أمتنا، إذا أحسن أبناء الوطن اقتناصها والبناء على معطياتها، أوطاناً عامرة، وإخلاصاً مبرمجاً، واحتراماً متبادلاً بين وطن الأبناء، وأبناء الوطن، وفي هذا الفيديو والمقالة شمعة لعلها تضيء سبيل العابرين إلى النجاح والفلاح معاً بإذنه تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.