
دموع الفرح بالإيمان
عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ، مَنْ رَضِيَ بِالله رَبًّا، وَبِالإِسْلامَ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً ». ر. مسلم.
وهذا ما نراه بأم أعيننا في عيون المسلمين الجدد، الذين يدخلون في دين الله أفواجاً، من الشرق والغرب، بعد أن يتعرفوا على الدين الحق (الإسلام)، الذي كانوا محرومين منه، بأديانهم المحرَّفة، التي لا تروي غليلهم، ولا تقنع عقولهم، ولا تدلهم على ربهم، فيختاروا الإلحاد سبيلاً أو الهروب إلى المدمرات، من الخمور والمخدرات، وارتياد البارات.
وغياب المعنى من الحياة، يزيد في قلق نفوسهم واضطراب أرواحهم، مما يدفع بهم إلى حافة الهاوية أو الانتحار، فإذا تعرَّفُوا على الإسلام تَبدَّلَ حالُهُم بالكلِّيَّة، فإذا نطقوا بالشهادتين، انهمرَتْ دموعُ الفرحِ من عيونهم، واختلجَتْ بالسرورِ قلوبُهم في صدورِهم.
ما يستفاد من هذه الصور الإيمانية ما يأتي:
1- المشاعر الجيَّاشَة تصدُرُ عمَّنْ ينتَقِلُ من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام، لتذوُّقِهِ حلاوةَ الإيمان.
2- لو أن المسلمين قاموا بواجب الدعوة إلى الله، لتحول كثير من شعوب الأرض من العداوة لهم إلى المحبة والسلام.
3- – هؤلاء الغربيون والشرقيون من المسلمين الجدد، حينما يتذوقوا طعم الإيمان، تتغير سلوكياتهم إلى ما لم يكونوا يحلمون به من الطهر والعفاف والاستقامة والأخلاق، والإنسانية والرحمة، وكأنهم حصلوا على كنز مدفون داخل نفوسهم، كان ظلام الكفر والضلال والتيه يطمره ويدفنه في أعماق نفوسهم، ويعملوا على التمسك بما يأمر به القرآن تمسكاً حرفياً، وبشغف وحب، بخلاف من ولد في الإسلام، يطبق ما اعتاد عليه دون روح، تقليداً – البعض – وكأنهم لا يعلمون المقاصد الشرعية من وراء الالتزام، على عكس هؤلاء، الذين يكتشفون في كتاب الله وسنته، ما هو أغلى من الذهب والألماس، فهنيئاً لهم وتقبل الله منهم.