رجل من زمن الصحابة:
عنوان رسالة ماجستير من كلية الأوزاعي في بيروت قدمتها د. رسمية شمسو، في سيرة د. عبد الرحمن حمود السميط (1947- 2013م)، ولم يَبعُد ما ذكرته الكاتبة عن هذا الداعية الكويتي مؤسس جمعية العون المباشر – لجنة مسلمي أفريقيا سابقاً – ورئيس مجلس إدارتها حيث تولى منصب أمين عام لجنة مسلمي أفريقيا عام 1981 وواصل على رأس الجمعية بعد أن تغير اسمها إلى جمعية العون المباشر في عام 1999 وهو رئيس مجلس البحوث والدراسات الإسلامية، كما أصدر أربعة كتب؛ لبيك أفريقيا، دمعة على أفريقيا، رسالة إلى ولدي، العرب والمسلمون في مدغشقر، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نشرت في صحف متنوعة.
شارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا 1976 ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت عام 1980م واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة 1987م وهو عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وعضو مؤسس في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة وعضو في جمعية النجاة الخيرية الكويتية، وعضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي، وعضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، وعضو مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيس مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار، ورئيس مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا، ورئيس مركز دراسات العمل الخيري حتى وفاته.
كما ساهم في تأسيس فروع لجمعية الطلبة المسلمين في مونتريال وشيربروك وكويبك بكندا بين العامين 1974 و 1976 ولجنة مسلمي أفريقيا وهي أول مؤسسة إسلامية متخصصة عام 1981م، ولجنة الإغاثة الكويتية التي ساهمت بانقاذ أكثر من 320 ألف مسلم من الجوع والموت في السودان، وموزمبيق، وكينيا، والصومال، وجيبوتي، خلال مجاعة عام 1984 م، وتولى أيضاً منصب أمين عام لجنة مسلمي أفريقيا منذ تأسيسها؛ التي أصبحت أكبر منظمة عربية إسلامية عاملة في أفريقيا.
أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في أفريقيا، بعد أن قضى أكثر من 29 سنة ينشر الإسلام فيها، وقبل أن يصبح ناشطاً في العمل الخيري التنموي، كان طبيباً متخصصاً في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، متخرجاً من جامعة بغداد، ثم حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول عام 1974م، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكجل الكندية متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، نال عدداً من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية، تعرض في أفريقيا لمحاولات قتل مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق وكينيا وملاوي غير مرة، لكنه نجا، بالإضافة إلى لسع البعوض في تلك القرى وشحة المياه وانقطاع الكهرباء، وتسلق جبال كلمنجارو لمساعدة الفقراء، والدعوة إلى التوحيد، وتعرض في حياته لمحن السجون وكان أقساها أسره على يد البعثيين.
قضى ربع قرن في أفريقيا وكانت سلسلة رحلاته في أدغال أفريقيا وأهوال التنقل في غاباتها محفوفة بالمخاطر، وذلك بتعريض نفسه للخطر لأجل أن يحمل السلام والغوث لأفريقيا بيد فيها رغيف ويد فيها مصباح نور وكتاب، وسلاحه المادي جسده المثخن بالضغط والسكر والجلطات وأما سلاحه الإيماني الذي حسم معاركه في سبيل الله والمستضعفين والفقراء فآيات استقرت في قلبه.
الكشافة:
بدأ عبد الرحمن نشاطه الدعوي والإنساني عن طريق العمل الكشفي المدرسي، في سني الدراسة المتوسطة، وأحب القراءة منذ صغره، إلى جانب ذلك كان متديناً بطبعه منذ أن كان عمره 6 سنوات حريصاً على الصلوات خاصة صلاة الفجر، تخرج من الثانوية العامة عام 1963م، وتقدم بطلب انتساب إلى كلية الطب في أمريكا ومصر فجاءه القبول من الجهتين، لكنه درس في كلية الطب في بغداد لسمعتها في التفوق، وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ثم غادر بعدها إلى جامعة ليفربول في غرب بريطانيا، للحصول على دبلوم أمراض المناطق الحارة في أبريل 1974 م، ثم سافر إلى كندا ليتخصص في مجال الجهاز الهضمي والأمراض الباطنية، ثم عمل متخصصاً في جامعة ماكجل ـ مستشفى مونتريال العام ـ في الأمراض الباطنية ثم في أمراض الجهاز الهضمي كطبيب ممارس من يوليو 1974 إلى ديسمبر 1978 ثم عمل كطبيب متخصص في مستشفى كلية الملكة في لندن من عام 1979 إلى 1980م، وكان له نشاط بارز في الدول الأوربية مع دراسته، لخدمة الإسلام والطلاب المسلمين فيها، ثم رجع إلى الكويت وعمل في مستشفياتها، ومنذ 1983 تفرغ للعمل في جمعية العون المباشر كأمين عام، ثم رئيس مجلس الإدارة حتى 2008 ثم عمل لاحقاً كمدير مركز أبحاث ودراسات العمل الخيري في الكويت، وأنجز عدداً من الأبحاث والمنجزات الطبية، لكنه آثر احتراف العمل الخيري التنموي بعد أن شعر بلذة ومتعة مساعدة الآخرين الذين هم في أمس الحاجة إلى الحد الأدنى من ضرورات الحياة وخاصة المجتمعات المهمشة في أفريقيا.
أفريقيا ومساعدة المحتاجين:
كانت بداية رحلته مع العطف على الفقراء أنه لما كان طالباً في المرحلة الثانوية في الكويت وكان يرى العمال الفقراء ينتظرون في حر الكويت الشديد حتى تأتي المواصلات تقلهم ما كان منه إلا أنه جمع هو واصدقائه المال واشترى سيارة قديمة لتوصيل هؤلاء العمال مجاناً رحمة بهم من حر الكويت، وأثناء دراساته العليا في الغرب كان يجمع من كل طالب مسلم دولارًا شهرياً ثم يقوم بطباعة الكتيبات ويقوم بتوصيلها إلى جنوب شرق آسيا وأفريقيا وغير ذلك من أعمال المساعدات والتنمية والتعليم.
وآثر أخيراً أن يترك عمله الطبي طواعية ليجسد مشروعاً تنموياً في مواجهة غول الفقر والجهل واستقطب معه فريقاً من المتطوعين الذين انخرطوا في تدشين هذا المشروع الإنساني الذي تتمثل معالمه في مداواة المرضى وتضميد جراح المنكوبين ومواساة الفقراء والمحتاجين والمسح على رأس اليتيم وإطعام الجائعين وإغاثة الملهوفين في القارة السمراء أفريقيا.
البداية:
وكانت البداية تبرع زوجة جابر الأحمد الصباح أمير الكويت السابق، التي طلبت منهُ أن يبني لها مسجدا خارج الكويت وفي بلد فقير، فبنى لها مسجدا في جمهورية ملاوي في أفريقيا وهناك رأى المبشرين الأوروبيين متمكنين بالعمل التطوعي، وقد بنوا للسكّان الكنائس والمدارس، أما المساجد فإن وجد أحدها يكون غالبًا صغير الحجم ومبني من القش ويتعرض في بعض الأحيان لنهش الأبقار من شدة جوعها، والإمام فيه لا يحسن قراءة الفاتحة والناس عراة، وهناك أناس لا تلقى شيء تأكله؛ الوجبة عندهم هي السيما من نبات الذرة فقط، فاستمر هو وزوجته في جمهورية ملاوي ثم رحلا إلى أربعين دولة في أفريقيا وبنيا فيها المساجد والمراكز ودور الأيتام والمستوصفات.
وكان من أسباب اهتمامه بأفريقيا، أن ملايين المسلمين في القارة السوداء لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير، لا أساس لها من الصحة، فغالبيتهم خاصة أطفالهم في المدارس عرضة للتنصير والتحول إلى المسيحية، وهذا ما حدث بالفعل فقد نتج عن ذلك أن عشرات الآلاف من السكان في تنزانيا، وملاوي، ومدغشقر، وجنوب السودان، وكينيا، والنيجر، وغيرها من الدول الأفريقية اعتنقوا المسيحية بينما بقي آباؤهم وأمهاتهم على الإسلام إسمياً.
ترك السميط حياة الرفاهية واتجه لخدمة دين الله والناس، وعمل في إحدى مراكز جمعية العون المباشر في أفريقيا، ورافقته زوجته الوفية المخلصة، تاركة الكويت والرفاهية في سبيل الله، وسكنت في بيت متواضع في قرية مناكارا بجوار قبائل الأنتيمور، يمارسان التنمية والتعليم، والدعوة للإسلام بنفسيهما، وتبرعت حرمه أم صهيب بجميع إرثها لصالح العمل الخيري، وكان في عمله هناك يركب السيارة لمدة عشرين ساعة بل وأكثر، حتى يصل إلى الأماكن النائية، وأحياناً يكون سيراً على الأقدام في الوحل والمستنقعات، بل وتعرض للأذى المعنوي هو وزوجته وأبنائه؛ ففى مرة من المرات مر على مجموعة مجتمعة فجلس قريباً منهم من التعب الذي حل به من طول السير وفجأة فوجئ بالناس واحداً واحداً يأتون ويبصقون على وجهه، وبعد ذلك اكتشف أنها كانت محاكمة في القبيلة وممنوع على الغرباء أن يحضروها، وفي مرة من المرات دخل مع زوجته إلى قبيلة من القبائل فتعجب الناس من ارتدائها للحجاب، وكادوا أن يفتكوا بها لولا أنها انطلقت تجري إلى السيارة.
كان أكثر ما يؤثر فيهِ إلى حد البكاء حينما يذهب إلى منطقة ويدخل بعض أبنائها في الإسلام ثم يصرخون ويبكون على آبائهم وأمهاتهم الذين ماتوا على غير الإسلام وهم يسألون: أين أنتم يا مسلمون؟ ولماذا تأخرتم عنا كل هذه السنين؟ كانت هذه الكلمات تجعله يبكي بمرارة ويشعر بجزء من المسؤولية تجاه هؤلاء الذين ماتوا على غير الإسلام فقطع على نفسه العهد أن يمضي بقية عمره في الدعوة إلى الإسلام هناك، كان كثيراً ما يتنقل براً وقد حدث أن سافر بالقطار في أكثر من أربعين ساعة بفتات الخبز وقام بالزيارات التي يقطع فيها الساعات بين طرق وعرة وغابات مظلمة مخيفة وأنهار موحشة في قوارب صغيرة ومستنقعات منتنة كان هم الدعوة شغله الشاغل حتى في اللقمة التي يأكلها فإذا وصل إلى قرية واجتمع أهلها قال لهم: ” ربي الله الواحد الأحد الذي خلقني ورزقني وهو الذي يميتني ويحييني.”
نادراً ما كان يقدم المال للفقراء، ولكنه يقدم مشروعات تنموية صغيرة: مثل فتح بقالات، أو تقديم مكائن خياطة، أو إقامة مزارع سمكية، فهذه تدر دخلاً للناس وتنتشلهم من الفقر، وغالباً ما تترك أبلغ الأثر في نفوسهم، أثمرت جهوده عن إسلام ما لا يقل عن 10 ملايين إنسان وعشرات الألوف من القبائل بأكملها وزعماء قبائل ودعـاة لأديان أخرى أسلموا وتحولوا إلى دعـاة للإسلام، أنقذهـم هو وساهم في مد يد العون لهم من خلال توفير المسكن والعمل والمستشفيات والمدارس وغيرها من الاحتياجات.
وأصبحت جمعية العون المباشر التي أسسها هناك أكبر منظمة عالمية في أفريقيا كلها يدرس في منشآتها التعليمية أكثر من نصف مليون طالب وتمتلك أكثر من أربع جامعات وعدداً كبيراً من الإذاعات والمطبوعات وقامت بحفر وتأسيس أكثر من (8600) بئر وإعداد وتدريب أكثر من (4000) داعية ومعلم ومفكر خلال هذه الفترة وقلب الآلاف من طالبي الصدقة والزكاة إلى منفقين لها،
الصومال: كان في طلائع من هبوا لنجدة الصوماليين ولا سيما فئة الشباب فقاد حملة ترميم وإعادة فتح كبريات المدارس في العاصمة مقديشو وجعل التعليم فيها مجاناً، وجاءهم بالغيث من دولة الكويت وتم افتتاح مكتب لجمعية العون المباشر في مقديشو رسمياً، وفي كينيا: كان يشغل منصب المستشار الصحي لسفارة دولة الكويت بنيروبي وكان لديه سكن دائم بمقر السفارة بالعاصمة الكينية وكان يتردد على فرع الجمعية بها بأربع زيارات سنوياً لا تقل الواحدة منها عن شهر، بعض القبائل المسلمة في غرب أفريقيا فرحت بالسميط كعربي مسلم يزورهم، وأهدوه ثوباً ملكياً ونصبوه ملكاً عليهم، وعرضوا عليه الزواج أكثر من مرة من بنات زعماء إلا أنه مشغول بما هو أهم وهو الدعوة ومن تزوج بالدعوة لا وقت له للزواج من بنات الناس كما يقول.
السميط مع اثنين من قبيلة أفريقية: مملكة مومياس
في كل سنة يكتشف السميط قبيلة أو اثنتين كان آباؤهم على دين الإسلام ولكن بسبب انقطاع الدعاة عنهم أو بسبب تصرفات رعناء لدعاة لا يعرفون الحكمة تحولوا للوثنية، وقد اكتشف قبيلة اللهويا ثاني أكبر قبيلة في كينيا، إذ أسلمت قبل حوالي 140 سنة وأقامت مملكة إسلامية هي مملكة مومياس الإسلامية لكن بسبب عدم قيام الدعاة بواجبهم بدأ الانحراف فيها، حتى وصلت نسبة الإسلام بينهم إلى 2% وتحتاج إلى برنامج دعوى ضخم، وإمكانيات هائلة: تشمل فتح مدارس ومعاهد، وتعيين دعاة وشراء وسائل مواصلات، ودعم للطلبة المسلمين في الثانويات والجامعات، وترجمة الكتب وأمور أخرى كثيرة، وقال السميط:« أنا على يقين بأنه لو توفرت الإمكانيات لاستطعنا أن نحقق خططنا خلال 25 عاماً، ونعيد الملايين إلى الإسلام، ولكن أكرر إن هذا يحتاج إلى إمكانيات مالية وبشرية هائلة، ولكن الأمل كبير في تعاطف المسلمين.”
مدغشقر: سمع بقرية نائية في مدغشقر اسمها مكة، ثم بدأ بحثاً علمياً موسعاً عن قبيلة الأنتيمور ذات الأصول العربية، وهي نموذج من العرب والمسلمين الضائعين في أفريقيا، مثلهم قبيلة الغبرا في شمال كينيا، وقبيلة البورانا في جنوب إثيوبيا، وبعض قبيلة السكلافا في غرب مدغشقر، وقبيلة الفارمبا في جنوب زيمبابوي، توجب عليه إنقاذهم من الضلال والشرك، خاصة وأن أغلبهم ذوو أصول إسلامية، وشعوراً بعظم المسؤولية قرر أن يقضي أغلب وقته ونذر ما تبقى من حياته لصالح قبيلة الأنتيمور رغم أن الطريق ليس سهلاً، واستقر السميط بينهم وبنى بيتاً له لكي يخدم الدعوة في هذه الأصقاع، قام ببناء مساجد وكفالة أيتام ودعوة وتعليم وصحة وحفر آبار، وإنشاء مقبرة للمسلمين لعدم توافر واحدة هناك، كل هذا تحت عنوان مشروعه التنموي المسمى بـ أسلمة قبائل الأنتمور، فتفرغ لهم وعاش وسطهم مع أن أصولهم تعود إلى مدينة جدة غرب شبه الجزيرة العربية من ساحل تهامة وهاجرت قبل 800 سنة إلى جنوب شرق مدغشقر ولم يبق لها من الإسلام إلا تحريم أكل لحم الخنزير وكراهية الكلب، وكتابة كتابهم المقدس بالحروف العربية ولكن بلغتهم، نسيهم الدعاة فنسوا دينهم وعبدوا الأحجار والأشجار فوضع خطة لنشر الإسلام بينهم لمدة 25 سنة وهو بصدد جمع مبلغ 50 مليون ريال وقفاً على المسلمين الضائعين من أمثالهم، ومن ريع هذا المبلغ سينفق على رواتب الدعاة والقوافل والدورات الدعوية وكفالة الطلبة في المدارس والجامعات والأيتام، وحفر الآبار وتنمية المنطقة دعوياً وتعليمياً واقتصادياً وصحياً، وكانت النتيجة أن أسلم عشرات الألوف من أبناء هذه القبيلة.
الحالة الأسرية: ابنه عبد الله تخرج طبيباً بيطرياً وأحب الدعوة في أفريقيا ومارسها لسنوات منذ صغره، ولاحظ السميط رغبته في العمل في ميدان الدعوة، وتحقق ما صبى إليه حيث تسلم عبد الله السميط حالياً الإدارة العامة لجمعية العون المباشر، فهو الرجل الأول فيها الآن خلفاً لوالده، ليس فقط الأبناء من أحب الدعوة والعمل بها بل حتى الأحفاد،
وفاته: توفي عبد الرحمن السميط يوم الخميس 8 شوال 1434 هـ الموافق 15 أغسطس 2013م بعد مُعاناة طويلة مع المرض، ومسيرة حافلة في مجال الدعوة الإسلاميَّة والأعمال الخيريَّة، واطلق اسمه على أحد شوارع الكويت تقديراً لأعماله الجليلة وخدماته المتميزة في العمل الخيري والإنساني ونعته كثير من المنظمات الإسلامية العالمية والقطرية، وعزى به كثير من رؤساء الدول الأفريقية، وتحمس الكثيرون للكتابة في سيرته ومنجزاته، وأطلق رجال أعمال سعوديون مبادرة لتكريم السميط، تتضمن وقفاً تعليمياً في تايلاند، ومسجداً في إحدى دول البلقان، تقديراً لجهوده الرائدة في مجال الدعوة الإسلامية في قارة أفريقيا والعالم،
وبعد أشهر قليلة من وفاته، عُقد مؤتمر القمة العربية الأفريقية في الكويت وبعد إنتهاء المؤتمر قام أحد وزراء خارجية الدول الأفريقية المشاركة في قمة الكويت بزيارة قبر عبد الرحمن السميط، وقال الوزير: ” أنا كنت أحد الأيتام الذين رباهم السميط وأعانهم وساهم في تدريسهم.”
وطلب السفير السنغالي عبد الأحد امباكي لقاء مع أمير الكويت، قال فيه: ” جئت لأقول لسموكم أنني أحد الأيتام الذين رعاهم الدكتور عبد الرحمن السميط وبسببه واصلت تعليمي إلى أن نلت الدكتوراه وها أنا اليوم سفير لبلادي في بلدكم.”
أهم إنجازاته: شارك السميط طيلة حياته في كثير من الندوات واللقاءات والمؤتمرات الإسلامية كمحاضر في الكويت والسعودية والإمارات وفرنسا وبريطانيا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وماليزيا والبرازيل ومصر، كما قام ببناء وتشغيل 102 مركز إسلامي متكامل وعقد 1450 دورة للمعلمين وأئمة المساجد ودفع رسوم الدراسة عن 95 ألف طالب مسلم فقير وتقديم أكثر من 200 منحة دراسية للدراسات العليا في الدول الغربية، وتنفيذ وتسيير عدة مشاريع زراعية على مساحة 10 ملايين متر مربع، وبناء وتشغيل 200 مركز لتدريب النساء وتنفيذ عدد من السدود المائية في مناطق الجفاف، كما تكفل بإقامة عدد من المخيمات الطبية، ومخيمات العيون للمحتاجين مجانا، ضمن إطار برنامج مكافحة العمى، وأسلم على يد نائبه في كينيا وجيبوتي ومدغشقر – الشيخ علي – نصف مليون إنسان وهذه بعض أهم إنجازات السميط في أفريقيا فقط:
– أسس جمعية العون المباشر (مسلمي أفريقيا سابقا).
– أسلم على يده أكثر من 11 مليون شخص في أفريقيا.
– قضى أكثر من 29 سنة ينشر الإسلام في القارة السوداء.
– أول رئيس تحرير لـ مجلة الكوثر ومؤسسها.
– بناء ما يقارب من 5700 مسجد، ورعاية 15000 يتيم، وحفر حوالي 9500 بئراً ارتوازية .
– إنشاء 860 مدرسة، و 4 جامعات، و204 مركز إسلامي.
– قام ببناء 124 مستشفى ومستوصفاً، و840 مدرسة قرآنية.
– قام بدفع رسوم 95 ألف طالب مسلم، وطباعة 6 ملايين نسخة من المصحف وتوزيعها.
– نفذ عدداً ضخماً من مشاريع إفطار الصائمين لمليوني مسلم، تغطي حوالي 40 دولة مختلفة.
– دفع رواتب شهرية لـ 3288 داعية ومعلماً.
– توزيع 160 ألف طن من الأغذية والأدوية والملابس.
– توزيع أكثر من 51 مليون نسخة من المصحف الشريف.
– طبع وتوزيع 605 ملايين كتيب إسلامي بلغات أفريقية مختلفة.
جوائز وتكريمات وشهادات تقدير:
– أمير الكويت صباح الأحمد منحه وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الأولى.
– منح جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام عام 1996 م .
– وقد نال وسام مجلس التعاون الخليجي المنعقد في مسقط عن العمل الخيري عام 1986م.
– ونال وسام مجلس التعاون الخليجي لخدمة الحركة الكشفية عام 1999م.
– وحصل على وسام النيلين من الدرجة الأولى من جمهورية السودان عام 1999 م.
– ومنح جائزة الشيخ راشد النعيمي حاكم إمارة عجمان عام 2001م.
– ومنح شهادة الدكتوراه الفخرية للعمل الدعوي من جامعة أم درمان بالسودان عام 2003 م.
– ومنح وسام فارس من رئيس جمهورية بنين عام 2004 م.
– ونال جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والإنسانية في الإمارات عام 2006م.
– ومنح وسام فارس العمل الخيري من إمارة الشارقة عام 2010م.
– ومنح جائزة العمل الخيري من مؤسسة قطر- دار الانماء عام 2010 م.
– وحاز على شهادة تقديرية من مجلس المنظمات التطوعية في جمهورية مصر العربية.
مؤلفاته ومؤلفات عنه:
1- كتاب خادم فقراء أفريقيا يتحدث عن مشاريع السميط في أفريقيا- (مجموعة مؤلفين).
2- بحث بعنوان (دور الإعلام في العمل الخيري) ألقي في ماليزيا عام 1989م.
3- محاضرة: (الإدارة الحديثة في العمل الخيري) في مؤتمر الإدارة العربية بالقاهرة عام 1989م.
4- كتاب لبيك أفريقيا.
5- كتاب دمعة أفريقيا (مع آخرين).
6- كتاب رحلة خير في أفريقيا رسالة إلى ولدي.
7- كتاب قبائل الأنتيمور في مدغشقر.
8- كتاب ملامح من التنصير دراسة علمية.
9- إدارة الأزمات للعاملين في المنظمات الإسلامية.
10- السلامة والإخلاء في مناطق النزاعات.
11- كتاب قبائل البوران- وقبائل الدينكا.
12- دليل إدارة مراكز الإغاثة.
13- تدوين سيرته ” أخي الحبيب” بقلم نورية السميط (شقيقة عبد الرحمن السميط).
14- كتاب” رجل من زمن الصحابة” رسالة ماجستير من كلية الأوزاعي في بيروت د. رسمية شمسو، صدر من دار العصماء في دمشق العام 2012.
15- كتاب عبد الرحمن السميط: أسطورة العمل الإغاثي بقلم: المؤرخ عبد العزيز العويد.
قالوا عنه:
قال وضاح خنفر – مدير قناة الجزيرة الأسبق- :” ترددت على أفريقيا 11 عاماً وما نزلت بلداً ولا قبيلة إلا وجدتهم يذكرون السميط بالخير.”
وقال علي بادحدح: ” عندما كنت ألقى د. السميط أرى بريق الاخلاص في عينيه الصغيرتين، فاذا تكلم استشعرت التواضع، فالرجل يذكر إنجازات هائلة بكلمات بسيطة.”
وقال مشاري العفاسي:” أهل المدينة المنورة يسألون ويدعون لأمير العطاء وشيخ الإنسانية د. عبد الرحمن السميط حفظه الله وشفاه، وألبسه ثوب الصحة والعافية ورعاه.”
وقال عبد العزيز العويد: ” من إنجازات الداعية د. عبد الرحمن السميط – وما أكثرها – تحويل العمل الفردي إلى عمل مؤسسي لا يرتبط به.”
وقال فؤاد الهاشم: ” ذهبت برفقته إلى أفريقيا وشاهدت إنجازات تعجز عن تنفيذها حكومة دولة الكويت على أرضها، قام بها بنفسه، مستوصفات، ومدارس، ومنشآت، وآبار، وورش عمل، ومشاريع، ومئات يتابعون دراسات عليا في أوروبا وأمريكا، على نفقة لجنته الخيرية.”
وقال فالاري أموس: ” السميط شخصية إنسانية رائدة في الكويت والوطن العربي والقارة الإفريقية، ترك إرثاً إنسانياً سيستمر في إحداث تغيير كبير في حياة الفقراء والمعوزين إلى الأفضل.”