معادلات النجاح في الحياة

معادلات النجاح في الحياة

YouTube player

 

معادلات النجاح في الحياة

تقديم: استهله بالشكر لمنظمي الدورة من قبل مؤسسة القدس، وشكر الحضور، وذكر لهم أن كنيته السويدان لها جذور في الشام، وبين لهم أن الغاية من الدورة إعادة إصلاح ما أوصله التخلف لمدة أربعمائة سنة في الأمة، لتغيير مفاهيم العجز والفشل الذي أصاب شباب الأمة بسبب هذا الغياب الحضاري.

قواعد النجاح بإيجاز أربعة مجالات، يحب ترتيبها بشكل رياضي: رباعيات خماسيات ثلاثيات، لخلفيته الهندسية، واختار لدورته رباعيات النجاح:

الرباعية الأولى: 1- النجاح في الذات، 2- والعلاقات، 3- والمال، 4- والإنجاز.

تعريف النجاح: ” هو التوازن بين العقل، والروح، والعاطفة، والجسد، كتبت آلاف الأبحاث في الغرب حول موضوع النجاح، تكلم فيه الفلاسفة، والعلماء، والمبرمجين، فوجدت أن النجاح يتعلق بأربعة جوانب على من يرغب في النجاح، التوازن بينها وهي التي ذكرتها، وأرى أن النجاح هو التوازن في الإنتاجية فيها: في ذاته، وعلاقاته، وعطائه، وآخرته، والآن إلى رباعيات النجاح:

أولاً- النجاح مع الذات:

1– أن الإنسان مسؤول عما يحدث له:

أ- وأن الناجح قرر أن ينجح، والفاشل قرر أن يفشل، ولا تبحثوا عن شماعة تعلقوا بها فشلكم، وقص قصة والد أحد طلاب أكاديميته فشل، فجاء يلومهم على فشله، فقال: ” لماذا رسبتوا ولدي؟ قال له: ” نحن لم نرسبه، فقال هذه شهادة رسوبه، قال له نعم أدري، ولكن نحن لم نرسبه، هو رسب ولسنا نحن الذين نرسب الناس، فلذا لا تبحثوا عن أعذار، فهناك كتاب أمريكي فيه 365 عذر، لكل يوم عذر، فمن أراد الأعذار فهي موجودة بعدد أيام السنة.

جاءتني امرأة تقول: أنت تتحدث عن النجاح، والكل يمنعنا من أن ننجح لكوننا نساء مستضعفات، زوجي، وأهلي، والحكومة، والتقاليد، فعددت لها أكثر من ستة وعشرين عذراً، ثم قالت: ماذا أصنع؟ فقلت لها: ” إذن استسلمي، فقالت: لا أريد أن استسلم، فقلت لها: الحياة خياران: استسلام، أو مجاهدة، فقالت: لا أريد الاستسلام، فقلت لها: إذن كافحي، فلا أحد يكثر من الأعذار، لأن الجواب عليها الاستسلام، أو العمل والكفاح، ولو أن بعض الأعذار حقيقية، لكن لا تمنعنا العقبات والأعذار من المقاومة والعمل والكفاح.

البعض إذا لم يحدد عذراً، رمى فشله على الجن، وأنا لا أومن بتلبس وسيطرة الجن على الإنسان، لأن القرآن بين أنه لا سلطان له على مسلم ولا حتى على كافر، سوى الوسوسة، والخواطر السلبية، وأن الإنسان أقوى من الجن، بصريح القرآن، وكان كيد الشيطان ضعيفاً، ولما قال لي أحدهم أن فشله لأن جني ركبه، فسأل الدكتور عن الحل فقال: أنت اركبه، بدل أن يركبك!

ب- البعض يعتذر بالسحر، وهو لا حقيقة له عند أبي حنيفة، بنص القرآن: (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ) وقوله: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ). فهو مجرد خيالات وحيل.

ج- والبعض يرمي فشله على الإصابة بالعين: وهي من أوهام وخرافات الناس، ولو أن للعين حق، ولكن ليست بالكم والكيف الذي يعتقده الناس، خمسين سنة من عهد النبوة والخلافة الراشدية، ذكر أثر العين مرتين، في حديثين، فسرهما رسول الله، لأنه له صلة بعلم الغيب، وليس هناك أحد غيره له هذه الصلة، ولهذا لا أحد يستطيع تفسير ما تصيبه عين، لأنه غيب لا يعلمه سوى الله، عشت سبع عشرة سنة في أمريكا لم التق بأحد مسحور، أو ركبه جني، مع أنهم هم الكفار، والمفروض أن يركبوا الكفار وليس المسلمين، ولهذا دعونا من هذا اللعب الخرافي في الدين، أمة هذه عقليتها لا يمكن أن تنجح وتصل إلى النهضة المنشودة.

د- البعض يعيش في الأمل من خلال الأحلام، وهذه لا تأثير لها في حياتنا، واستثناء رؤية ملك مصر، أنه لم يكن مجرد حلم لمرة واحدة، بل كان يرى ويرى ويرى، ثم إن الذي فسره نبي، يوسف عليه السلام، ولهذا دعونا من هذه الأخطاء والأعذار التي لا تفيدنا سوى الإحباط والتقاعس واللعب والشعوذة الذي جر علينا الإرهاب والشعوذة، والدجل، وعلينا أن نقف أمام مثل هذه الأفكار، حتى نبني أوطاننا ودينا دين العمل والجد والسلام والتسامح والاستقرار.

2- كن واضحاً مع نفسك:

حدد ماذا تريد من الحياة وفي الحياة، بوضوح في حديث داخلي مع الذات، لتقرر بوضوح في جلسة تأمل وتفكير عميق، لمعرفة إيجابيات وسلبيات ما لديك، من يعرف عيوبه يعرف معالجتها، لأن التشخيص السليم، يساعدك على العلاج الصحيح، عددت إحدى المرات عيوبي، فوجدتها 32 عيب رئيسي، غير العيوب الفرعية، ومن يعرف عيوبه يفتخر بمعرفته لها لأن هذا يساعد على الوضوح والعلاج وبالتالي النجاح.

3- كن صاحب إرادة:

كن صاحب إرادة ذاتية، لأنه لا يمكن لأحد أن يغرس إرادة في نفس شخص آخر، مهما فعل، إذا لم تنبع من قناعته وذاته واختياره، بأن يكون له أهداف في الحياة، ورسالة يريد تأديتها، وأذكر لكم قصة قريب لي طالب، فاشل في كل شيء ومنها الدراسة، عملت أمه المستحيل ليدرس وينجح، وهو لا يريد هذا النجاح، فسألتُ أمَه فقالت لي: الحمد لله هو قاعد يدرس الآن، وكان هذا بفعل أمه حيث أجلسته في غرفة، ووضعت الكتاب الدراسي أمامه، وجلست تراقبه، فذهبت إليه وقلت: يا فلان هل أنت بالفعل تدرس، قال: نعم، قلت اصدقني القول: فقال: يا عماه أنا أقلب الصفحات دون قراءتها، وهذا لأنه ليس له إرادة ليكون ناجحاً، نحن نستطيع أن نساعد شخص على امتلاك إرادة النجاح بالتأثير وتهيئة بيئة تساعده أن يتخذ قراراً بالنجاح، وإرادة لصنع النجاح إذا اقتنع، ومن ذلك بمصاحبة الطموحين والناجحين، واجتناب الفاشلين.

4- لا تعش بردات الفعل:

لأن ردات الفعل انعكاس لتصرفات وقرارات الآخرين، فعلينا أن نتصرف بقرارنا وإرادتنا الحرة، ولهذا من يغضب بشدة ويستثار من قبل الآخرين، يتصرف من غير حكمة ولا تخطيط، فابتعدوا عن ردات الفعل، تكونوا من الناجحين، وأذكر لكم قصة رجوعي إلى الكويت من أمريكا، ولما ذهبت أرتب وضعي المدني في بلدي العربي، لتجديد وثائقي الشخصية، سألت عن شروط كل وثيقة في المؤسسة التابعة لها، علماً أني في أمريكا انتقلت إلى بيت من أكلهوما إلى واشنطن استأجرت بيت، فأردت أن أوصل وأفعِّل الكهرباء، والمياه والتلفون والتلفزيون والغاز، أخذوا مني إجراء لمدة 20 دقيقة فقط، وهذا الكلام سنة 1991م، بينما في بلادنا العربية أربعة أشهر أخذوا مني صور شخصية أكثر من الصور في سبعة عشر عاماً في أمريكا! ولما أردت إخراج وثائق جديدة، وسلمت ما طلب مني، قال لي: تعال غدا، ولما قدمت وإذ الموظف يطلب أوراق أخرى غير التي طلبها قبل أيام، فقلت له لماذا لم تخبرني بها من أول مرة، فقال هذه إجراءات ثم لما استجبت له بإحضارها موقعة، طلب شيئاً آخر، فقلت لم لم تعطيني إياها دفعة واحدة، فقررت أن أضحك وأسمع كل المواطنين فاستغربوا فقلت لهم عمل هؤلاء الموظفين يضحك، (بديلا عن الغضب الذي كان بداخلي).

ثانياً – النجاح في العلاقات:

1- حدد أدوارك: وهذه الأدوار مرتبطة بالعلاقات: واحد دور زوج، وآخر أب، وأخرى أم، ورب عمل، وربما كان لأحدنا عدة أدوار، وهي تختلف من شخص لآخر، المتزوج، غير العزب، ومنها صلات الرحم والأقارب، والأستاذ مع طلابه…الخ.

2- أد واجبك تجاه كل دور: بالحد الأدنى على الأقل من الواجب الشرعي، والإنساني، وترتيب هذه الالتزامات بالترتيب التنازلي، الأول واجبك تجاه خالقك، والثاني تجاه أبويك، والثالث مع الأسرة، والرابع مع الأرحام، والخامس مع الجيران والأصدقاء، والأدوار منها الواجب، وبعدها النافلة منها.

3- تحكم في تصرفاتك: لا تتصرف ما تندم عليه، تحت أي عذر، وللفتيات: لا تقبلي الإهانة من زوجك تحت مسمى المزاح أو غيره، خاصة في الأيام الأولى من الزواج، وإلا سوف يجر التساهل بالكرامة إلى ما لا تحمد عقباه، وكذلك المرأة عليها التحكم بتصرفاتها، فلا صراخ أمام الأولاد، ولا في وجه الزوج، تحكموا بتصرفاتكم لتكونوا ناجحين.

4- كن خلوقاً صافي النية: الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول: ” أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً” ورسول الله حروبه لا تتجاوز 7% من أيامه وحياته، و 93% من أيامه وحياته تربية وحياة إنسانية وتواضع، حتى مع الكفار نتمنى لهم السعادة والاستقامة والخير، وليس إقامة الحجة عليهم بنية إدخالهم النار، لأن ديننا يقوم على الحب للبشرية كافة، وإرادة الخير للناس جميعاً.

ثالثاً – النجاح في العطاء:

1- حدد مجالاً تتميز به: وركز عليه وهو 50% من وقتك وعملك وقراءتك واهتمامك بالمجال، أما الهواية والهوايات فاصرف لها 10% من هذه الأمور، ولا تخلط بينهما حتى لا تشتت تركيزك على ما تحلم أن تتميز به.

2- حدد أهدافك: – أهدافك التي ترغب في تحقيقها لسنة، وأهداف لخمسة سنوات، وأهداف لعشر سنوات، أو أكثر. ولا تجعل أهدافك مجرد أماني، (أحلام يقظة)، والأهداف والإنجازات 1% إلهام، و99% جهد وعمل.

3- ضع خطة لكل هدف: لا يكفي اختيار الهدف واتخاذ قرار لتحقيقه، دون خطة تتضمن مجهوداتك وخبراتك وسهرك ونشاطك وتنمية قدراتك لتحقيقه.

4- حاول بإصرار: الفشل لا يعني شيء مع رحلتك نحو النجاح، أديسون حاول أكثر من 261 تجربة حتى اخترع مصباحه الكهربائي، كما أن له منجزات واختراعات كثيرة في طريق تميزه ونجاحه، وما من ناجح إلا وعنده سقوط وفشل متكرر، لكن إصراره يوصله إلى النجاح، فإذا فشلت في محاولة، لا تكررها وإنما اجعل كل محاولة مختلفة عما سبقها، لأن تكرار المحاولة يعطي نفس النتائج.

رابعاً- النجاح في الآخرة:

1- إخلاص النية لله تعالى: لا فائدة من حيازة الدنيا بأسرها في نجاحات لا توصلنا إلى مرضاة الله وجنته.

2- تعرف على الله تعالى: بمعرفة أسمائه وصفاته العلا، وأجمل من كتب فيها وشرحها الإمام أبو حامد الغزالي، حجة الإسلام، وفي كتابه إحياء علوم الدين الكثير الكثير من هذا الجانب، والتعرف إلى فضل الله علينا وما منحنا من نعم لا تعد ولا تحصى.

3- تعرف على المصطفى: صلى الله عليه وسلم، لا في سيرته العادية التي تسرد علينا الغزوات والحروب، بل في أخلاقياته التي كتب فيها أكثر من اثني عشر مجلداً، ومن يتعرف على النبي صلى الله عليه وسلم، لا بد أن يحبه ويعشقه، وأعظم ما فيه، الرحمة، كما وصفه الله (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ)

4- أدِ عبادات القلب والجوارح: عبادات القلب لها النصيب الأكبر، ولا بد من الالتزام بعبادات الجوارح كذلك، لأنها وسائل ربانية لتحقيق عبادات القلب وسلامته.

رباعيات التنمية:

أولاً- تنمية الروح:

1- الإخلاص، 2- تذكر الموت، 3- تجنب الرياء، 4- المناجاة مع الله. (في خلوتك به).

ثانياً- تنمية العقل:

1- أكثر من القراءة: لا يقل عن كتابين في الشهر للطالب الجامعي والمثقف، 50% من اختصاصك ومجالك، و50% من الاهتمامات والميول الأخرى.

2- أكثر من الدورات: بمعدل 45 ساعة في السنة، وأن تكون 66% في مجالك التخصصي، و33% في المجالات الأخرى والميول العامة، ونوع فيها في أمور قد تحتاجها لتحقيق أهدافك ونجاحك وأعمالك. 3- نمي ثقافتك: من خلال اختيار الكتب التي تحقق لك هذه الثقافة التي ترغب فيها، وقد وضعت كتاباً وموسوعة مع 65 عالماً ومختصاً قوائم لجميع العلوم اللازمة لهذه الثقافة، بشكل حقائبـ في كل منها ثمانية كتب، على أربعة مستويات، الأسهل، ثم السهل، ثم المتوسط، ثم الأصعب، لكافة الاختصاصات لقراءتها لكل سنة على حدة، واختار ما يلزمك حتى لا تكون عشوائياً، فإن التخطيط الجيد يعطينا نتائج جيدة.

4- متابعة أساطين العلم: والاختصاصات الأحياء، في مواقعهم الإلكترونية، وإصداراتهم الكتبية، ومقالاتهم الصحفية، ودوراتهم ومحاضراتهم عن بعد أو قرب.

ثالثاً- تنمية العاطفة:

1- بنك العواطف: لكل شخص لك معه علاقة لديك حساب له عندك في بنك عواطفك، لأمك، ولأبيك، ولأخواتك كل منهن على حدة بالاسم، ولإخوانك، لكل واحد منهم على حدة، وللصغار والأبناء جميعاً، ولأقاربك، وأرحامك، والحساب يشمل: أ- الإيداع: (كلمة طيبة+ ابتسامة+ ضمة+ هدية+ وردة…الخ) ب- والسحب: (وهو كل إساءة، وصرخة، وأنانية، وسخرية، وإخلاف وعد….الخ)، والرصيد: هو المتبقي منهما، بعد طرح السحب من الإيداع، ولتكون العلاقة صحية، ينبغي ازدياد الإيداع على السحب على الدوام، فإذا صفر الرصيد انتهت العلاقة.

2- حسن الخلق: لا شيء يعوض حسن الخلق ويكسب قلوب الناس.

3- الأدب والذوق: والإتيكيت بشكل عام، أدب الحديث، وأدب الاستماع والإنصات، وأدب الاستئذان، وأدب الطعام، وأدب اللباس، وأدب المشي، وأدب التزاور…الخ.

4- التحكم في السلوك: بحيث لا تتصرف بغضب، ولا بردة فعل، وإنما بحكمة تليق بشخصك، وقيمك، وأهدافك، ومكانتك.

رابعاً – تنمية الجسد:

1- حافظ على وزن صحيح لجسدك: المثالي: للرجال: طولك بالسنتمتر – مائة = وزنك المثالي بالكيلوغرام. وللنساء: طولكِ – 110 سنتمتر = وزنك المثالي بالكيلو غرام.

2- التغذية الصحية: تجنبوا المقلي (الزيوت النباتية)، وأقلوا السكر والحلويات، واكتفوا مرتين في الأسبوع من اللحوم الحمراء، واكتفوا بأربع بيضات أسبوعياً، واجتنبوا المشروبات الغازية والمايونيز.

3- الرياضة: ضرورية: 20 دقيقة يومياً، أو ساعة في الأسبوع، وأكثرها فائدة السباحة، ثم القفز النطاط، ثم الجري، ومن ثم المشي السريع، والاستيقاظ بنشاط، وهمة نشطة.

4- النوم الصحي: لا صحة لضرورة النوم 6- 8 ساعات، فأقلوا منه، لتحقيق أهدافكم ونجاحاتكم.

وأخيراً رباعيات النجاح المالي:

1- الأهداف المالية: ضاعف دخلك الشهري كل ثلاث سنوات،

2- ضاعف ملكيتك: كل خمس سنوات.

3- الصدقة الدورية: وما نقص مال من صدقة (حديث شريف).

4- إخلاص النية لله تعالى: فيما نعمل.

هذه الدورة برعاية

الشركة الهندسية للحواسب – وجمعية الإنماء والتطوير – ومؤسسة العقيلة للتأمين التكافلي – ورعاية زينة والشام للسيراميك – ومكتبة بيت الدعوة للسمعيات والمرئيات – وبيت الدعوة – وآفاق بلا حدود ميديا – دمشق الحلبوني – ومكتبة بيت الدعوة.

مشاركة :