سيرة النبي للأطفال

سيرة النبي للأطفال

YouTube player
YouTube player
YouTube player

ملخص السيرة النبوية للأطفال:  

هو أكمل إنسانٍ خلقه الله – سبحانه وتعالى – وهو أفضل من عبد ربه -عز وجل- بإخلاص، كان خير طفل وأميز شاب، وأرقى زوج، وأرحم أبٍ، وأحكم قائدٍ، وأعدل قاضٍ، وأشجع فارس، تجمعت فيه كل صفات الكمال البشري، فحري بأمته أن تدرس سيرته العطرة، وتتعلم من أقواله وأفعاله سلوكاً وتعاملاً، ولد -صلى الله عليه وسلم- في عام الفيل، وبعثت به أمه ليرضع في قبيلة بني سعد عند حليمة السعدية؛ التي سعدت في أيام مكثه وحلت بهم البركة، في كل شيء، ولحبها له وللبركة التي فاضت عليهم طلبت من أمه أن تبقيه بعد السنتين؛ فظل في بني سعد إلى أن بلغ الرابعة وقيل الخامسة، حتى حصلت له حادثة شق الصدر.

 توفيت أمه وهو ابن ست سنوات، فكفله جده عبد المطلب، وكان يكرمه أكثر من أبنائه، حتى توفي وهو ابن ثماني سنين، فكفله عمه أبو طالب، أخذه عمه في تجارته إلى الشام، وفي سن الشباب تاجر لخديجة في قافلة تجارية إلى الشام، وربح فيها ربحاً وفيراً، فأعجبت خديجة بأخلاقه وأمانته، وعرضت عليه الزواج، فتزوجها وسنه (25) عاماً، وكان في شبابه يلقب بالصادق الأمين، وكان يذهب إلى غار حراء بضعة أيام في كل شهر، وفي إحدى تلك المرات وقد بلغ الأربعين من عمره، نزل عليه جبريل -عليه السلام-، وقال له: اقرأ، فرد عليه: ما أنا بقارئ، وكررها عليه ثلاث مرات، وفي كل مرة، يحتضنه ويضغط عليه بشدة، ثم قرأ عليه أول خمس آيات من سورة العلق، عاد -صلى الله عليه وسلم- خائفاً إلى زوجته خديجة فهدأته، ثم أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل العالم بالنصرانية، فبشره أنه نبي هذه الأمة.

دعا قومه لترك عبادة الأصنام، وعبادة الله وحده، وانقسمت الدعوة في مكة إلى مرحلتين؛ الدعوة السرية والجهرية، دعا فيها -صلى الله عليه وسلم- أقرب الناس إليه، فكان أول من أسلم من الناس جميعاً زوجته خديجة، ومولاه زيد بن حارثة، وابن عمه علي بن أبي طالب الذي كان يتربى في بيته وكان صبيا، وصديقه الأقرب أبو بكر الصديق الذي اجتهد في الدعوة فأسلم على يديه عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم -رضوان الله عليهم جميعاً-، والدعوة الجهرية بدعوة عشيرته الأقربين، فأخذت قريش بمعاداته، وتعذيب أصحابه، وحاولوا أن يصدوه بالإغراء مرة والتهديد أخرى، وحاولوا مراراً مع عمه أبي طالب أن يترك حمايته وكان يرفض دائماً، وحاصروه مع المسلمين وبني هاشم في شعب أبي طالب ثلاث سنين، أمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، ثم أسلم عمه حمزة بن عبد المطلب، وكان من أشد فرسان مكة وأشجهم، وعمر بن الخطاب الذي كان مهاب الجانب، قوي العزيمة والنشاط.

توفيت زوجته خديجة فضاقت نفسه، وكذلك توفي عمه أبو طالب فزاد أذى قريش عليه، وسمي ذلك بعام الحزن، فعرض الدعوة خارج مكة، فذهب إلى الطائف فلم يستجيبوا له، وعرض دعوة التوحيد على القبائل في مواسم الحج، فاستجاب للدعوة ستة شباب من يثرب في موسم الحج، ثم عادوا في العام التالي اثنا عشر شاباً، وبايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة الأولى، وبعث معهم النبي -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير -رضي الله عنه- يعلمهم الدين ويدعو الناس إلى الإسلام، فنجح نجاحاً باهراً، ثم كانت بيعة العقبة الثانية في موسم الحج التالي، وكان عدد من تشرف بها ثلاثة وسبعين رجلاً وامرأتين، وكانت هذه البعثة مقدمة الهجرة.

الهجرة النبوية كانت بعد ثلاثة عشر عاماً من الدعوة في مكة، أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بالخروج إلى يثرب، فأخذوا يخرجون جماعات وأفرادا متخفين، وهاجر -صلى الله عليه وسلم- مع أبي بكر -رضي الله عنه- وحاول سراقة بن مالك الإمساك به، لكنه أسلم بعد أن رأى معجزة غوص أقدام فرسه في الأرض، وصل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يثرب، فتنورت لمقدمه وسميّت بالمدينة المنورة، وفيها كان ول أعماله -صلى الله عليه وسلم- بناء المسجد، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وتنظيم العلاقات بين مكونات المجتمع المدني، فيما عرف بالوثيقة، بدأ العداء مع قريش يتخذ صورة عسكرية؛ فحدثت عدة حروب بين الطرفين كان من أبرزها: غزوة بدر؛ وتكللت بانتصار المسلمين، وكانت في السنة الثانية للهجرة، وأحد، انتصر المسلمون أول الأمر، ثم انقلبت الدائرة عليهم، وكانت في السنة الثالثة للهجرة، وبعدها الخندق؛ وانتصر فيها المسلمون وكانت في السنة الخامسة للهجرة.

 وكان هناك عدة مواجهات مع يهود المدينة أفضت إلى إخراجهم من المدينة كما حدث مع بني قينقاع، وبني النضير، ومع بني قريظة، وكذلك عدة مواجهات مع القبائل المجاورة، ثم كان صلح الحديبية الذي حدث في السنة السادسة للهجرة تحولاً في الصراع مع مكة، حيث قرر الفريقان إيقاف الحرب عشرة أعوام، تفرغ بعده النبي -صلى الله عليه وسلم- لدعوة الناس إلى الإسلام والتخلص من الأعداء الآخرين، وفعلاً دخل كثير من الناس في دين الله -سبحانه وتعالى- أفواجاً، نقضت قريش الصلح بعد سنتين، فخرج إليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بجيش قوامه عشرة آلاف مقاتل ففتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، وأسلم أهلها، وفي السنة التاسعة والعاشرة أسلم عدد كبير من الناس، بعد أن رأى الناس دخول مكة الإسلام -وهي صاحبة الزعامة الدينية في الجزيرة العربية-؛ فأخذ الناس يتسابقون للدخول في الإسلام، ليصل عدد المسلمين الذين حجوا معه -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة مئة وأربعة وعشرين ألفاً.

أخيراً يرتحل -صلى الله عليه وسلم- إلى ربه في السنة الحادية عشرة للهجرة؛ في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، بعد أن أدى رسالته على أكمل وجه، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وانتشر الإسلام بعده في مشارق الأرض ومغاربها، وما زال ينتشر وهو أسرع الأديان انتشاراً بين الناس.

مشاركة :